«لا أحد أكبر من وطنه..» بهذه العبارة علّق الرئيس نبيه بري على احتمال لجوء «التيار الوطني الحر» الى تعطيل عمل الحكومة، في حال لم يتم انجاز التعيينات الأمنية.
وأضاف بري امام زواره: «أنهم يفعلون مع الحكومة، الشيء ذاته الذي فعلوه مع مجلس النواب، إذ وكما انهم عطّلوا جلسات التشريع بحجة عدم إدراج هذا القانون او ذاك على جدول الاعمال علما انه ليس من صلاحيتي إدراج قانون غير منجز في اللجان النيابية، ها هم يتجهون الى تعطيل عمل الحكومة ما لم تتخذ القرار الذي يريدونه».
وردا على سؤال حول الوضع الذي ستكون عليه الحكومة إذا اعتكف وزراء «تكتل التغيير والاصلاح» وتضامن معهم وزيرا «حزب الله»، أجاب: «الحكومة تبقى ميثاقية ومستمرة، وأقول بصراحة إنني شخصيا لن أتضامن مع العماد عون في شل العمل الحكومي».
وكان بري قد التقى أمس الموفد الفاتيكاني ووزير الخارجية السابق، الكاردينال دومينيك مامبرتي الذي ناقش معه الاستحقاق الرئاسي.
وأكد بري لضيفه أن هناك ثلاث دول تستطيع تأدية دور أساسي في الدفع نحو إنجاز هذا الاستحقاق، هي: السعودية وإيران والفاتيكان.
وتوجه بري الى ضيفه قائلا: أعتقد ان بإمكانك شخصيا، بصفتك الحالية والسابقة (وزير خارجية لثماني سنوات)، ان تساهم في الجهد الهادف الى انتخاب رئيس الجمهورية.
وأضاف بري مخاطبا مامبرتي: ليس صحيحا ان الازمة الرئاسية اسلامية – مسيحية، او مسيحية – مسيحية، بل هي مارونية – مارونية، وهذه حقيقة لا بد من الاعتراف بها.
ولفت بري انتباه الموفد الفاتيكاني الى ان «الازمة اليوم ترتبط بهوية الشخص الذي يفترض ان يكون رئيسا، بينما كانت في العام 2008 ترتبط بشكل أساسي بقانون الانتخاب».
وشدد بري على ان «ظروف المنطقة تجعلنا نتمسك أكثر من أي وقت مضى بالرئيس المسيحي، وتحديدا الماروني للبنان، وإذا كان لدى البعض في الماضي ملاحظات على هذا الامر، فأنا أؤكد ان الجميع يريدون اليوم الرئيس المسيحي الماروني، بل أنا اقول إنه لو لم يكن موجودا لكن علينا ان نوجده».
وشبّه بري وضع لبنان حاليا «بوضع منزل محاط بأشجار، بعض أغصانها يابس، فيما النيران تشتعل من حولها وتهدد بالتمدد الى داخل المنزل إذا لم نستعجل في إطفائها، ولذلك يجب الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية من أجل تعزيز الحصانة الداخلية».
وفي المعلومات، ان مامبرتي أشاد بدور بري في إطلاق الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، وقال له: لو لم يتم هذا الحوار بمساعيك، لما عرف لبنان هذا الاستقرار الامني.
وأبلغ مامبرتي رئيس المجلس ان البابا يطرح مسألة الاستحقاق الرئاسي اللبناني في الاجتماعات التي يعقدها مع المسؤولين الدوليين.
وكان لافتا للانتباه ان الموفد الفاتيكاني يحفظ عدد الجلسات الانتخابية التي دعا بري اليها حتى الآن، إذ ما ان أبلغه رئيس المجلس ان هناك جلسة ستعقد اليوم، حتى علق قائلا: «أعرف.. إنها الجلسة رقم 24».
مامبرتي زار أيضاً، يوم أمس، يرافقه السفير البابوي غبريال كاتشيا، كلاً من رئيس «حزب الكتائب» الرئيس أمين الجميل ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون.