IMLebanon

ماذا لو؟  

وماذا لو مرّ الصيف ومن بعده الخريف وحلّ مطلع العام الجديد ولبنان من دون رئيس للجمهورية، إذ يكون قد تعذّر كسر جدار الفراغ؟

وماذا لو حلّ شهر أيار المقبل ولم تكن قد أُجريت إنتخابات نيابية بعد، سيان إن كان ثمة قانون جديد للإنتخاب أو باستمرار قانون الستين؟

وماذا لو تطوّرت المواجهة بين طرف وآخر في البلد؟

على سبيل المثال: بين جماعة الحراك الوطني والسلطة؟

وبين أنصار هذا الحزب وانصار هذا التيار؟

يا سيدي، ببساطة، ماذا لو قرر طرف ما أن يحتل الساحات مجدّداً فيضرب مضاربه فيها، ويشد أطناب خيامه، ويرفع يافطات شعاراته؟

(إن إعتصاما لساعة أو ساعتين يعرقل الحياة في العاصمة ويأسر اللبنانيين في سياراتهم لساعات مضاعفة! وهو ما عايناه وعانيناه أيضاً عشرات المرات وأخيراً قبل بضعة أيام).

ثم ماذا لو إستقال (على سبيل المثال) وزيرا التيار الوطني الحر فتصبح الحكومة «غير ميثاقية» في غياب التيار والكتائب والقوات التي لم تشارك فيها أصلاً؟

وماذا لو أعلن تيار المستقبل أو حزب اللّه (أو كلاهما) ان أحدهما قرر وقف «التعامل» مع الحوار الثنائي الذي يرعاه الرئيس نبيه بري في عين التينة؟

بل ماذا لو «فرطت» طاولة الحوار الموسّع إما بقرار من مسيّر خطواتها الرئيس بري وإما بقرارات من أهل الحوار أنفسهم؟!

هذه الأسئلة قد تبدو افتراضية، أو بعيدة عن الواقع، أو حتى مستحيلة في نظر البعض.

وفي تقدير هذا البعض أن ما كتبناه ذات عجالة هنا لايزال صالحاً وخلاصته أن لا بأس على لبنان لأنه مرصود  أن يبقى سالماً ليكون القاعدة التي تنطلق منها عملية إعمار سوريا عندما يحين أوانها. وفي تقدير هذا البعض (كما كان في معلوماتنا) أن الدول والمؤسسات والشركات الضخمة التي ستتولى إعادة إعمار سوريا مقابل كم هائل من المليارات لن تجد أرضاً ملائمة لتنطلق منها أفضل من لبنان، وهذا ما ليس العراق والأردن مؤهلين له… ولأسباب أخرى، وربّـما مغايرة، ليست تركيا مؤهلة له. وبالتالي فإنّ لبنان سيظل معافى إزاء الخضات الكبيرة ليس إكراماً لسواد عيون اللبنانيين حكّاماً و»رعايا» إنما من أجل راحة آلاف الوافدين المشاركين في عملية الإعمار والذين سيكونون خليطاً أوروبيا – أميركياً… وروسياً ايضاً، وهؤلاء يريدون بلداً كامل الأوصاف السياحية… وهذا ينطبق على لبنان!

ولكن هذا لا يأتي برئيس للجمهورية، ولا بحكومة سويّة، ولا بمجلس نيابي فاعل!

ويا ليتنا نصاب بڤيروس التفاؤل بحصول الإنتخابات الرئاسية قبل نهاية العام، هذا الڤيروس الذي يحاول الرئيس نبيه بري والوزير نهاد المشنوق تحويله الى وباء يصيب اللبنانيين.