قتل خليفة «داعش» إبراهيم عواد٬ الشهير بأبو بكر البغدادي٬ أم لم يقتل؟ هذا هو حديث الإعلام الإقليمي أو الدولي.
الحق أنه ربما علينا أن نقلق أكثر لو مات خليفة «داعش»٬ أكثر من أن نرتاح ونطمئن لاضمحلال عصابات التوحش والهمجية باسم الدين.
الحكومة العراقية أعلنت قبل أيام٬ من خلال مصدر عسكري عراقي٬ أن القوات الحكومية استهدفت موكب زعيم «داعش»٬ أبو بكر البغدادي٬ أثناء توجهه إلى اجتماع لقادة التنظيم في منطقة الكرابلة٬ على الحدود العراقية السورية. وأضاف المتحدث العراقي الحكومي: «مصير البغدادي ما زال مجهولاً٬ وشوهد وهو ينقل محمولاً إلى عربة مصفحة٬ كما قتل كثيرون من مرافقيه».
في مرحلة ما٬ كان أسامة بن لادن هو رمز الإرهاب العالمي٬ وسخرت أميركا٬ وكثير من دول العالم٬ جهدها لملاحقة أمير الإرهاب الديني٬ وخصصت الأموال والقوات الخاصة٬ حتى تمت مداهمة مقره في إحدى بلدات باكستان٬ وقتل وألقي جثمانه في عرض البحر.
بعد ذلك كان الأردني أحمد الخلايلة٬ أبو مصعب الزرقاوي٬ هو المطلوب الأول للسلطات الأميركية والعراقية والأردنية٬ وغيرها٬ حتى تم قتله في عملية نوعية٬ في بلدة هبهب العراقية.
ماذا حصل بعد مقتلهما؟
الجنوح أكثر نحو الإجرام من قبل أتباع هؤلاء٬ وكانُيظن أن منحدر الإجرام الذي وصل إليه هؤلاء ليس بعده منحدر.
بكل حال٬ لم يؤكد مقتل خليفة «داعش»٬ بل الأرجح كما يبدو أنه لم يقتل حتى الآن. غير أن نجاح القوات العراقية في قتله٬ أو غيرها من القوات الدولية٬ هو مجرد إنجاز «نفسي»٬ وليس له علاقة بالمنجز الأمني الشامل٬ وأهم من الإنجاز الأمني هو العبور السياسي الفكري فوق حفر «داعش» و«القاعدة» نحو ضفة السلم والعلم والحلم.
هذه التعليقة التي كتبها أحد الدواعش على «تويتر»٬ كما نقلت صحيفة «الحياة»٬ تعليقا على إشاعة مقتل البغدادي٬ تلخص الكثير٬ قال الداعشي: «العالم كله لا يعلم أنه فرًضا تم (استشهاد) شيخنا البغدادي حفظه الله وحماه من كل مكروه وشر٬ أتظنون أن دولة الخلافة ستنتهي.. أتظنون أننا سنرحل؟».
نقول هذا كله ليس للتقليل من وجوب مقاتلة هؤلاء المجرمين٬ بل لتصويب النظر نحو أصل الداء المقيم.
الغالب أن من يأتي بعد الزعيم للتنظيم الإرهابي٬ خاصة إذا كان الزعيم ذهب قتيلا٬ يزداد في التطرف ليثبت مصداقيته أمام الأتباع.
حصل ذلك مع حركات الخوارج من قبل في صدر التاريخ٬ فكل مرحلة جديدة وانشقاق متجدد٬ كان الشر والجنون يزيدان شرًها.
الأشخاص زائلون٬ الفكر هو الأزمة الكبرى