IMLebanon

ماذا لو انتصر “داعش”؟

تقرير دولي يسأل عما سيكون عليه الوضع اذا ما انتصر تنظيم “داعش” وارسى اسس دولته “دولة الاسلام في العراق والشام”، ليجيب بأن الادارة الاميركية ستعترف بواقع تلك الدولة بعد حين، كما فعلت مع كل الحركات الثورية في العالم، والتي تحولت انظمة شرعية.

ويقول تقرير أشرف عليه البروفسور ستيفن والت في مجلة “فورين بوليسي” إن احتمال قيام الدولة بات قريبا في ظل عجز بغداد عن التصدي للتنظيم وتآكل السلطة السورية وانكماش المساحات التي تسيطر عليها. ويرى ان لا حل الا بتدخل خارجي واسع النطاق، لن يحدث إلا عندما توافق دول عربية على تشكيل قوة تحالف تضم آلاف المقاتلين لخوض المعركة، لأن واشنطن لن تخوض حربا نيابة عن دول ستحقق افادة أكبر من تلك التي يمكن أن تعود على الولايات المتحدة نفسها”.

والى ان تقوم تلك القوة العربية المشتركة، والتي يتم البحث فيها منذ اشهر، نعيش، مع شعوب عربية اخرى حال القلق والخوف من ان تتمدد سيطرة “داعش” الى مناطق جديدة، رغم التقارير الدولية التي تؤكد عدم امكان التوسع اكثر، اذ ليس من بيئات حاضنة له. فقد ساعدت القبائل العراقية السنية “داعش” للتخفيف من غلواء السلطة المركزية الموالية لايران، وفي سوريا ايضا، ساهم الاحتضان الداخلي في تمدد “الدولة الاسلامية” في مواجهة نظام ظالم.

اما في لبنان، حيث الوضع مختلف، فثمة ترقب لإمكان سقوط مدينة حمص والخوف من اقتراب التنظيم ساعتئذ من حدود لبنان، لذا يوضب بعضهم حقائبه للسفر، وهذا البعض من مذاهب مختلفة، لكي لا يقرأ البعض الاخر ما بين السطور اتهاما للسنة بالتهليل للارهابي القادم، لان المتعاطفين مع “داعش”، لا حبّاً بالتنظيم، بل نقمة على “حزب الله”، محدودو القدرة والعدد، لكنهم لا يجدون في المقابل الا خطاباً مستفزاً يدفع بهم الى مزيد من التطرف.

في المقابل عيون شاخصة الى الجرود في عرسال ورأس بعلبك وكل المناطق الحدودية التي يخوض فيها “حزب الله” معارك، معززا بقصف مدفعي من الجيش اللبناني لابعاد كل التحركات المشبوهة. الاهالي عند الحدود تختلف نظرتهم وتقويمهم لقرار المشاركة في حرب القلمون، بل في خوضها، لانهم، وان كانوا يرفضون تدخل الحزب في الحرب السورية، والدفاع عن نظام توتاليتاري امعن في ظلمنا وفي سرقة خيرات بلدنا، يرون في معارك القلمون، حربا دفاعية بل وجودية، ولا يتشاركون الرأي مع قيادات بعيدة كثيرا بالجغرافيا عن موقع الحدث، ومن مكمن الخوف، ولا تقنعهم توصيفات تميز بين “النصرة” و”داعش”، طالما ان الاكثر اعتدالا اجتاح عرسال وجعلها رهينة، ولم يقدم بعد على اعادة العسكريين المخطوفين.

والمقلق فعلا لهؤلاء ان احدا من الزعماء والقادة لا يجيب عن السؤال “ماذا لو انتصر داعش؟ وماذا اعددنا لتلك المرحلة؟”.