IMLebanon

ما مصلحة حزب الله وسوريا في حرمان الشمال؟ الحريري ضغط لمنع مشروع مرآب التل

نجح تيار المستقبل في حشو أذهان الشماليين عامة، والطرابلسيين خاصة ببروباغندا اعلامية مدروسة بعناية حول حرمان الشمال وطرابلس من المشاريع الانمائية على مدى العهود التي مضت. وامعن التيار في فبركة الحجج والمبررات لتلكؤ واهمال الحكومات الحريرية منذ اول حكومة للرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى الحكومة الحالية. وتجد الكثير من العائلات والمواطنين الذين وقعوا تحت تأثير هذه البروباغندا وتلك البيانات والتصريحات لنواب طرابلس، حين تسألهم عن الانماء في طرابلس وعكار والضنية والمنية واسباب هذا الحرمان يأتيك الجواب سريعا «انه حزب الله هو الذي منع الحريري من تنفيذ المشاريع، وقبل 2005 الوصاية السورية منعت الرئيس الشهيد من تنفيذ خططة النهوض والاعمار للشمال».

اذا، دائما تلقى مسؤولية الحرمان على عاتق اثنين الوصاية السورية وحزب الله، غير ان قيادات واوساط شمالية ترى عكس ذلك، وتعتبر انه من غير الجائز تحميل تقصير الحكومات الحريرية للاخرين، سواء لسوريا او لحزب الله.

والسؤال الذي يطرح هنا، ما هي مصلحة حزب الله او سوريا في حرمان طرابلس وعكار والضنية والمنية؟ وما دورهما في منع مشاريع النهوض بمعرض رشيد كرامي الدولي؟ او مطار القليعات؟ وفي المنطقة الاقتصادية في طرابلس؟ وبمصفاة البداوي؟ ومن منع الحكومات الحريرية انشاء المساكن الشعبية للفقراء في احياء التنك في الميناء والمنكوبين؟ ومن يمنع الحكومات الحريرية من انشاء شبكة مواصلات نموذجية؟ وانشاء شبكات الصرف الصحي ومياه الشفة في الضنية وعكار؟ ومن يحرم البلديات من التمويل المتوازن؟ ما هي مصلحة حزب الله او سوريا في حرمان الشماليين؟

تقول الاوساط ان النهوض الاقتصادي للشمال لو حصل كفيل بتحصين الشمال اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، ولعل تلك المشاريع الانمائية الحيوية الانفة الذكر، تنهي مآسي البطالة، حيث توفر فرص العمل للشباب وتضع حدا، لاستغلالهم من تيارات سياسية لها مشاريعها الامنية والعسكرية، وجعلت من الشباب العاطل عن العمل وقودا في حروبها العبثية، لتحقيق المشاريع السياسية المرسومة لطرابلس والشمال.

ولعل تنفيذ هذه المشاريع تضيف الاوساط، كانت كافية لان يبقى الطرابلسيون والشماليون على عهودهم حيال المقاومة، حيث استقبلوا في طرابلس برايات حزب الله التي رفعوها مخلفات العدو الصهيوني، يوم تحقق الانتصار في العام 2000، في عهد الرئيس اميل لحود.

ومن ثم في العام 2006 لأن الطرابلسي والشمالي ترعرعا على حب المقاومة والمقاومين وعلى النهج الوطني والعروبي. وما حصل لاحقا لم يكن الا نتاج التحريض المذهبي الذي مارسه التيار الازرق حين بدأت ملامح المشروع السياسي الخارجي.

الاوساط الشمالية ترى ان الحوار القائم حاليا بين تيار المستقبل وحزب الله حري بهما التركيز على تصحيح المفاهيم المغلوطة وما جرى من شحن مذهبي قام به المستقبل في الشمال، ووضع النقاط على الحروف حيال ما يتعرض له الشمال وطرابلس من حرمان ومن عمليات نهوض اقتصادية.

هذه الاوساط ترتكز على ما تقوله فيما آلت اليه مسألة مرآب التل وتراجع المجلس البلدي عن قراره الرافض لهذا المرآب بضغط من الرئيس سعد الحريري، حيث تدخل لفرض هذا المشروع معاكسا لذلك تيارات المجتمع المدني والشعبي الطرابلسي. حيث بدا ان للحريري مصلحة اقتصادية خفية في هذا المشروع وان نوابا في تياره مستفيدون منه، وحين يلتقي المشروع مع مصالح التيار الازرق يضغط بفرضه، في حين ان مشاريع حيوية بالعشرات تحتاجها طرابلس والشمال لا تزال منسية ومهملة بل هي خارج خارطة الانماء.