كشفت إسرائيل رسمياً أنّ طيرانها الحربي دمّر في العام 2007 (6 أيلول تحديداً) ما وصفته بـ”المفاعل النووي” في دير الزور في سوريا.
وقد بيّنت إسرائيل عدداً من الحقائق التي كانت مثار جدل وفي مقدمها أنّ المؤسّسة الأمنية هي التي حسمت عملية “خارج الصندوق”، ووزير الدفاع في حينه ايهود باراك طالب بتأجيلها وكذلك رفضت الولايات المتحدة الأميركية فطلب رئيس الحكومة ايهود اولمرت تنفيذ المهمة!
وأفيد عن مخاوف إسرائيلية “حقيقية” جراء العملية من حرب سورية شاملة على إسرائيل مخافة “إغراقها بالصواريخ”… وقد عمّت أجواء هستيرية أجواء الحكومة المصغّرة التي ناقشت العملية، وساد اعتقاد بأنّ نهاية إسرائيل تقترب، فيما أخفى الرئيس السوري بشار الأسد تفاصيل العملية عن أوساطه القريبة… وسجّل لاحقاً اختفاء عسكريين سوريين بارزين في ظروف غامضة.
وأعلن بنيامين نتانياهو أول من أمس أنّ الدولة العبرية ستمنع أعداءها من امتلاك السلاح النووي… وغرّد على تويتر أنّ الحكومة والجيش و”الموساد” في إسرائيل منعت سوريا من تطوير قدرات نووية، فتستحق كل الشكر.
كانت سياسة إسرائيل ولا تزال منع أعدائها من امتلاك السلاح النووي وعن هنا أسئلة عدة:
– السؤال الأول: لماذا إسرائيل لم تكشف عن هذه العملية قبل اليوم؟
– ثانياً: في العام 1980 قصفت إسرائيل المفاعل النووي العراقي فدمّرته ولم تعلن عن العملية إلاّ بعد سنوات طويلة.
في المقابل، بقيَت ايران والدول 5+1 تفاوض عشر سنوات من أجل التوصّل الى اتفاق حول “النووي” الإيراني… وتوصّلت إليه، وتم رفع العقوبات عن إيران، والإفراج عن أموالها الطائلة التي كانت مودعة في مصارف الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبا الغربية…
ولا يقلّل من أهمية هذا الحدث ما يعلنه، في هذه الأيام، الرئيس الاميركي دونالد ترامب من تهديد بالخروج من الاتفاق النووي…
والسؤال: لماذا بادرت إسرائيل الى ضرب النووي العراقي ولم تفصح عن عمليتها إلاّ بعد سنوات طويلة؟
ولماذا قصفت النووي السوري ولم تكشف عمليتها رسمياً (وإن كانت معروفة في الأوساط العليمة) إلاّ بعد أحد عشر عاماً؟
والسؤال المركزي: ما هي العلاقة بين إسرائيل وإيران؟
عوني الكعكي