IMLebanon

ماذا يبقى من فلسطين في «اليوم العالمي» لشعبها؟

 

يحل «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» هذا العام، وفلسطين وشعبها في أخطر مراحل هذه القضية التي لم تمرّ، منذ العام 1947 حتى اليوم، بأسوأ من معاناتها الحالية، بالرغم من قيام «الدولة» على جزء من الضفة.

 

نقول، ونكتب، هذا الكلام وفي القلب غصّة عميقة على تلك الأيام التي أمضيناها يوم كانت الشعلة متوهّجة، والقضية في عزّ ألقها والنضال في ذروته.

 

وبالرغم من الصعوبات الكبيرة التي إجتازتها القضية، وبالرغم من الأخطاء المميتة التي إرتكبتها القيادات (كلها من دون إستثناء، وبنسب مختلفة) كان الأمل لايزال معقوداً على أنّ الحق سيعلو، وبأنّ لابدّ لهذا الليل الفلسطيني الطويل من أن ينتهي.

 

إلاّ أنّ ما وصلنا إليه في هذه المرحلة المؤلمة ينذر بأنّ الغَلَبة للقوة وليست للحق. القوّة الطاغية المستبدة التي مارستها دائماً وتمارسها الولايات المتحدة الأميركية، لإسقاط فلسطين وقضيتها، خصوصاً مع الرئيس دونالد ترامب الذي إتخذ سلسلة قرارات ظالمة تمهيداً لما تعارفوا على تسميته بـ «صفقة القرن».

 

وما يدعو الى اليأس إن هذه الصفقة ماضية في طريقها الى التنفيذ، ولا يقلّل من هذه الحقيقة تصريح من هنا أو تحفظ من هناك أو نفي من هنالك.

 

1 Banner El Shark 728×90

 

وفي تقديرنا أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يكاد يبدو (من خلال مواقفه في مختلف المحافل العربية والإقليمية والدولية) وكأنه النصير الوحيد لهذه القضية. وأمس بالذات تحدّث فخامته في هذا «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» عن «تقاعس المجتمع الدولي عن واجباته تجاه فلسطين» وعن «إنعدام العدالة». وقد شدّد في كلامه على النقط الثلاث التي طرأت أخيراً وكان لها الضرر الكبير على القضية، وهي: إعلان الولايات المتحدة الأميركية القدس عاصمة لإسرائيل وتنفيذ هذا الإعلان عملياً بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب الى القدس. ثم قانون القومية اليهودية في فلسطين المحتلة، وهو يعني إلغاء للهوية الفلسطينية ولعروبة فلسطين. وحجب مساعدات «الأونروا» عن اللاجئين الفلسطينيين وهذا يشكل آخر المراحل لتنفيذ مؤامرة توطين فلسطينيي الإنتشار.

 

يحدث هذا فيما العالم العربي ممزّق، غارق في المناكفات والقلاقل والفتن والحروب، فاقد الدور وحتى «الحضور»، ثرواته البشرية والطبيعية في عهدة الآخرين، وخصوصاً «السيّد» الأميركي وسائر القوى العالمية.

 

.. وأما  مسألة التوطين التي تضر بفلسطين فتوجع لبنان. فهذا حديث في السياق ولكنه يحتاج الى بحث آخر.

 

وأمّا «العدو» الإسرائيلي فالأبواب باتت مشرّعة أمامه… وكلّما فُتح باب واسع، أُقفل مسربٌ (وإن ضيقاً) يمكن للحق العربي أن يعبره ولو بصعوبة شديدة. فحتى هذا بات سراباً!

 

… ويا أمّة(…)!