IMLebanon

ماذا بقي من ذكرى «ثورة الارز»؟

قبل 11 عاماً وعلى أثر إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 14 شباط من العام 2005، تداعى اكثر من نصف اللبنانيين الى تظاهرة شعبية في ساحة الشهداء في العاصمة بيروت، بطلب من شخصيات سياسية من طوائف مختلفة تحت عنوان «ثورة الارز»، التي تمثلت اهدافها بضرورة إنهاء النفوذ السوري في لبنان، وتكوين لجنة دولية للتحقيق في اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ورحيل النظام اللبناني- السوري، واستقالة مسؤولين امنييّن وتنظيم انتخابات نيابية نزيهة، والى ما هنالك من مطالب تصّب في خانة تحقيق إستقلال لبنان.

في غضون ذلك ترى مصادر سياسية في فريق 14 آذار، ان تلك الثورة إستطاعت تحقيق بعض اهدافها، على الرغم من الضغوط التي كانت تطوّقها، فسقط لها إزاء ذلك العديد من الشهداء، بعد ان تمكنّت من جذب اللبنانيين التوّاقين الى الحرية والسيادة، وضرورة قيام دولة قوية مبنية على مؤسسات تحترم القوانين، وتعتمد الديموقراطية والحرية اساساً لنظامها السياسي، أي دولة خاضعة فقط لارادة شعبها ، فجمعت افرقاء لطالما كانوا بعيدين ضمن مسافات سياسية شاسعة، لكن شعار «لبنان اولاً» جمعهم، فكانوا يشكلون القوة السياسة الاكبر على الساحة السياسية. فيما اليوم ومع مرور تلك السنوات وجراء العراقيل والعقبات التي وُضعت امامهم، تلاشى الحماس الذي كان طاغياً في نفوس مؤيدي ومناصري «ثورة الارز»، وبدأ يزول شيئاً فشيئاً، في حين ان على هذا الجمهور ان يعي ان الفريق الاخر تصدّى لنا بالعراقيل، من خلال مخططات الدول الاقليمية التي يمثلها في لبنان، ومن خلال السلاح غير الشرعي الذي يتباهى به ويهددّنا من خلاله كل فترة، من دون ان ننسى سقوط العديد من شهدائنا والتهديدات بمتابعة الاغتيال التي ما زلنا نتلقاها حتى اليوم.

واشارت المصادر المذكورة الى اننا عملنا على مدى السنوات التي مرّت، من اجل تحقيق كل طموحاتنا السياسية والوصول الى ما يطمح له كل مواطن حر، مذكرّة بإغتيال الوزير محمد شطح الذي كان يعمل على إنجاح الحوار مع مختلف القوى اللبنانية، بهدف التقارب في ما بينها، مما يعني اننا عملنا من اجل التوافق لكنهم ردّوا علينا بالاغتيال.

وحول إمكانية إعادة الحياة الى 14 آذار كمبادئ وخطة مستقبلية، قالت المصادر عينها: «نأمل وضع خطة عمل والسير بخارطة طريق جديدة ، لكن كل هذا لا يفيد بعد ترشيح قطبين من فريقنا لقطبين من فريق 8 آذار، أي قمة التناقض حين يتم إيصال احد المرشحين الى الرئاسة، فيما لا يحمل أي منهما بنداً من مشروعنا، وهذا مؤسف لان فريقنا منقسم كما الفريق الاخر الذي بات مشرذماً اكثر منا بكثير، معتبرة بأن 14 آذار بحاجة اليوم الى صرخة ثورية تعيدنا الى النضال، لان الخطاب الثوري غائب، فأين قسم جبران وحلم بيار وباسل وسمير قصير وغيرهم من شهداء انتفاضة الاستقلال بلبنان سيّد حر…؟.

ورأت بأن ما يحدث على الساحة الرئاسية اليوم، بأيدي الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع فاق كل التوقعات، لان جمهورنا يطرح سلسلة اسئلة بعد ان سار خلف قيادييّه، مؤمناً بالشعارات التي اطلقوها على مدى 11عشر عاماً، فيما ما يحصل يناقضها بقوة، داعية الى عقد مؤتمر موّسع لكل اطراف 14 آذار، في محاولة اخيرة لإيقاظها من سباتها العميق الذي قضى على كل شيء.