Site icon IMLebanon

ما أشبه الأمس باليوم

 

قصة مراون حماده الذي عزل الموظفة هيلدا خوري من مسؤولياتها في وزارة التربية باعتبار انها تقوم بوظيفتين رسميتين في آنٍ معاً وهذا غير قانوني… فكان رد فعل التيار الوطني الحر الذي يرأسه جبران باسيل أن طلب من وزير البيئة الذي عيّنه التيار (علماً أنّ حقيبة البيئة من أهم الحقائب) طلب منه أن يعزل المسؤول عن محمية أرز الباروك نزار هاني… ويبدو أنّ هذا الموظف مشهود له بأنه يعمل بجدية وهو صاحب كفاءة، ثم عزل وزير الطاقة سيزار ابو خليل الموظف في الكهرباء رجا العلي(…)

 

هذه القصة هل تستدعي أن تنشب حرب «داحس والغبراء» بين التيار الوطني الحر ووليد بك والحزب الاشتراكي وتعرقل الحكومة؟!.

ثم انّ هذه القصة ذكرتنا بالمرحوم كمال جنبلاط، وكأنّ التاريخ يعيد نفسه، يوم جاءه العقيد غابي لحود مدير المكتب الثاني آنذاك (المخابرات) ومعه رزمة قرارات كي يوقعها جنبلاط الذي كان وزيراً للداخلية، وكان على من يدخل الى المدرسة الحربية (للإنتماء الى ضباط قوى الأمن الداخلي) أن يحوز طلبه على توقيع وزير الداخلية، فكان لجنبلاط مطلب خلاصته أنّ هناك مرشحاً محسوباً عليه اسمه سليم سليم، وهو مرشح للدخول الى المدرسة الحربية كضابط في قوى الأمن الداخلي، ولكنه كان قصير القامة، ولضباط قوى الأمن الداخلي مواصفات بما فيها الطول.

بعد فترة وجيزة عرف لحود أنّ جنبلاط لم يوقع لأنه يريد إدخال سليم سليم الى المدرسة الحربية رغم عدم مطابقته المواصفات.

وبعد طول انتظار وافق لحود… ليوافق جنبلاط بدوره.

وقال جنبلاط لمدير مكتبه في وزارة الداخلية الياس تنوري: يا الياس الهيئة سليم سليم في هالوقت ازداد طولاً… فهات المراسيم كي أوقعها!

هذه القصة دفعتنا للمقارنة بواقعنا اليوم إذ يجري تشكيل الحكومة…

الى ذلك، هناك مقارنة أخرى بين وزراء «التيار» ووزراء «القوات اللبنانية» يتبيّـن منها أنّ وزراء «القوات اللبنانية» أصحاب كفاءة تامة وإنتاجية سواء أكان حاصباني أم ابو عاصي أم الرياشي، فقد نجحوا في الحقائب التي أسندت إليهم: حاصباني في حقيبة الصحة، وابو عاصي في حقيبة الشؤون الاجتماعية، ورياشي في وزارة الإعلام، وإلى النجاح التقني كانوا مثالاً في المناقبية.

أما وزراء «التيار» فيكفي أن نشير الى وزارة الطاقة والمياه، إذ عندنا مشكلة يومية ومستدامة، ولا يمر يوم من دون قصة في الكهرباء، العدادات، المولدات… وفي الماء أيضاً…

وفي الظن أنه إذا أراد الرئيس ميشال عون أن ينجح عهده، وهو لا شك يريد أن ينجح، فما عليه إلاّ أن يضع وزارة الطاقة في عهدة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي نثق بأنه سيكلّف شخصية ذات كفاءة لشغل هذه الحقيبة… وإننا لعلى ثقة بأنّ ما قاله جعجع سيتحقق بحذافيره وهو أنّ اللبنانيين سينعمون عندئذٍ بالتيار الكهربائي 24 ساعة على 24.