IMLebanon

المطلوب تصريف حلول لا أعمال  

 

 

لا أجواء توحي بقرب زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا، ولا مؤشر على قرب تلاقي رئيس التيار الحر برئيس القوات اللبنانية، أما عن العلاقة بين بعبدا والمختارة فحدّث ولا حرج، بعد دخول القردة على جدول الأوصاف، فضلا عن نكء الجراح ونبش الأموات، والتذكير بلبنان الكبير مصحوبا بالتلويح في العودة الى سوريا الكبرى.

هذا التصعيد السياسي غير مسبوق، كل يفسّره على هواه، وحسب هويته السياسية. بين فريق العهد، والرئيس المكلف عقدتان: التطبيع مع النظام السوري، والالتفاف على اتفاق الطائف، بالنسبة الى التطبيع مع النظام، الأمر مردود بالمطلق، من جهة الرئيس الحريري، وفريقه يسأل: لماذا يذهب وزراء من حكومة تصريف الأعمال الى دمشق دون إذن أو اطلاع رئيس حكومتهم، وهل يحصل مثل هذا التفرّد من الجانب السوري؟ أو هل يمكن ان يأتينا وزير سوري، غير مكلّف أو مأذون، من حكومته ورئيسه؟

بالنسبة الى تطبيق الطائف، ماذا عن التلويحات بالفتاوى الدستورية الهادفة الى تحديد مهمة التكليف بتشكيل الحكومة؟ وعن كيفية سحب التكليف، المستحيل سحبه بموجب النص الدستوري، هذا التهويل على الرئيس المكلف، بدل أن يضرّه نفعه، وشدّ من عضده، فقد إلتفّت بيئته من حوله مجددا، وصار ما كان يقوله بالسرّ يطرحه في العلن، لن أسمح بليّ ذراع وليد جنبلاط، ولا بعدم انصاف جعجع.

الآفاق السياسية، مقفلة مع التيار الحر، يقول القواتيون، بعد ضمور تفاهم معراب الذي لم يبق منه سوى جوهره، المتمثل بالمصالحة السياسية التي تحوّلت الى نواة عارية.

مع جنبلاط الوضع أشد صعوبة، فأوساط المختارة، تعيد جذور المشكلة مع التيار الحر وبالتالي العهد، الى المصالحة المسيحية – الدرزية التي عقدها البطريرك الطيب الذكر الكاردينال صفير، مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بمشاركة القوى المسيحية الأخرى، وبغياب العماد عون وتياره.

مسؤولو التيار ما انفكوا يرددون انهم مع المصالحة في الجبل، ولكن…

هذه ال ولكن، تبرر الحذر الجنبلاطي من مختلف مشاريع العهد، وخصوصاً من التسوية السياسية، التي اوصلت الرئيس عون الى بعبدا، والرئيس الحريري الى السراي، وتكاد تؤول الى حيث تفاهم معراب الآن.

وضمن المخاطر المترتبة على لعبة التريث والمماطلة في تشكيل الحكومة، انسحاب تصريف الأعمال الذي تمارسه الحكومة، الى العهد بالذات، وهذا ما لن يسمح الرئيس عون بحصوله، مهما بلغت التضحيات.

المشهد الراهن، على حاله، جمود وهمود وانتظار، فريق الممانعة ينتظر استكمال سيطرة النظام السوري على الوضع في غضون اسبوعين، متهماً الرئيس المكلف بتعمد تأخير التشكيل، لاعتبارات خارجية، وثلاثي الحريري، جنبلاط، جعجع، يتوقع جديداً دولياً أو اقليمياً، يمكن ان يعدل الوضع، انطلاقاً من ظواهر ابتعاد العهد عن حدود النأي بالنفس، والتطرق الى صفقات القرن المموهة الهوية.

وفي هذا الوقت الضائع، ثمة نقطتان تستقطبان الجدل: الحقيبة السيادية التي تطالب بها القوات نظير التخلي عن نيابة رئاسة الحكومة، والمقعد الدرزي الثالث، الذي يريده العهد للنائب طلال ارسلان، ولا يريده له صاحب الأكثرية الدرزية وليد جنبلاط.

ومع كل ذلك على اللبنانيين ان لا ييأسوا، لأن اليأس موت في الحياة وشقاء بعد الموت.