IMLebanon

ما المطلوب من الحريري سعودياً

ثمة من يعتقد في عز المواجهة السعودية – الايرانية في المنطقة وخصوصاً في لبنان ان المملكة لا يمكن ان تتراجع ولو قيد أنملة عن نفوذها داخل الساحة اللبنانية، هي يمكن ان تختار زعماء وتعمد الى تأىيد هذا الزعيم او ذاك، كل هذا يمكن ان يحصل أما مسألة الخروج من لبنان فهي مجرد مزحة من العيار الثقيل ولديها الكثير لتفعله وتقوله وفق قاعدة ان اهل السنة في لبنان بحاجة اليها اكثر مما هي متعلقة بهم حتى لو اخفقوا او نجحوا نظراً لوجود مروحة واسعة من الخيارات لدى السعودية ومسألة انتقاء الزعماء للطائفة متعلق بها والجميع طالب الود والقربى، في هذا المجال، وتعطي مصادر سياسية صورة واضحة لخياراتها وفق ارتياح متزايد لها وان كانت محشورة في اليمن «فالحشر» ان كان في باب المندب يمكن استبداله «انشراحاً» في سوريا ولبنان على خلفية تجميع قواها الخليجية تحت لواء أوامرها وفق تبرير واضح ان ايران الشيعية تبغي ابتلاع اهل السنة في المنطقة، وهذا المنطق يستجلب الطائفة ليس من الخليج فحسب انما من كافة دول العالم، وخلاصة القول حسب هذه المصادر ان الساحة اللبنانية وان كان منسوب المزايدة على الساحة السنية هو المعيار فان المملكة خيارها حتى الآن الرئيس سعد الحريري ابن الشهيد رفيق الحريري والذي أراد من خلال نفسه فقط تبيان ما له وما عليه حتى يمكن اعتباره انه الوحيد المسموح له ان يقارب العلاقة معها ذلك ان فتح الحسابات الجانبية مع السعودية وفق خلفيات جرت مؤخراً لا يمكن البناء عليها بشكل اساسي انما هو في مطلق الاحوال جزء من كل وليس الكل، وتضيف هذه المصادر ان المملكة ليس لديها الرغبة بفتح حساب مفتوح وواسع تجاه اية مرجعية أخرى خصوصاً اذا كان المراد منها أن تكون خلافاً لما للحريري من علاقة متجذرة معها، وان مجمل الاحاديث والتمريرات لبناء هيكلية سنية جديدة مع السعودية غير واردة وبالتالي ليس المطلوب من قبلها ان يكون معيار تأييدها لهذه الزعامة او تلك ان يتكلل كلامها بالتصعيد مع ان الحريري قارب هذا الموضوع بالذات من زاوية من يريد ومن لا يريد الوصول الى رأس الكلام التصعيدي على خلفية حصول تكويعة قاسية يمكن ان تولد الخطأ تلو الخطأ، وهو اي الحريري وفق هذه المصادر لا يبدو ان لديه اخصاماً من الوزن الذي يقلب المعادلات رأساً على عقب وكل ما في الامر ان خطاباته في موائد الافطار ما زالت ضمن المعقول المعتمد لديه منذ سنوات ولا جديد تحت شمس الحريري يمكن ان يقدمه كسهم مضاف يمكن ان يجعل الساحة اللبنانية عرضة للكثير من اعمال الفتن، واذا كان معيار نجاح اللواء اشرف ريفي في معركة طرابلس البلدية كلامه عما يدغدغ مشاعر المملكة تجاه مسألتين هامتين: الهجوم على حزب الله من ناحية وانتقاده ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، نجح ريفي في عز حمأة الانتخابات في استعمال هذا السلاح المزدوج وسيلة لاجتذاب الناخبين الذين تبين انهم ليسوا ضد الحزب فقط انما هناك نقمة مضافة على وعود الحريري بالذات وترجمت هذا الغضب في الصناديق الا ان هذا كله لا يجعل قلب المملكة منشرحاً فهي ارادت لهذه الموقعة ان تكون من جانب الحريري بالذات فلا هي طلبت ولا رئيس المستقبل أقدم على ذلك وبقيت مسألة مواجهة حزب الله في موقع المراوحة مع العلم ان السعودية كانت منذ ستة اشهر قد اتخذت قراراً كبيراً بمواجهة ايران وحلفائها في المنطقة فيما الحريري كان يحاور حزب الله لمجرد الحوار ودون فائدة.

ما هو المطلوب من الحريري لاعادة ازاحة الغيمة من فوق رأسه مع السعودية؟

وفق هذه المصادر فان المراد وقبل نهاية شهر رمضان حسم الامور التالية:

1ـ اما السير بالنائب فرنجية مرشحاً رئاسياً حتى الأخير او اعتماد خيار آخر وان كان مرّ المذاق،  اذا كان هذا الخيار مطلوباً خصوصاً وان السعودية ابتعدت بالحديث عن ترشيح فرنجية في الآونة الاخيرة ويمكن ان يشكل هذا الابتعاد خشبة يتمسك بها الحريري كي لا يوتر العلاقة مع زعيم المردة الذي اظهر عصاميته وصدقه وبالتالي البحث عن تبريرات مقنعة لهذا الغرض.

2ـ التقاط الحريري اشارات النائب وليد جنبلاط والتي لن تشكل احراجاً للحريري بل تمهد لعدم انقلاب كلي من رئيس المستقبل تجاه الحوار مع حزب الله، وهي نصائح وصفتها هذه المصادر بالواقعية دفعاً لعدم الوقوع في فتنة حقيقية تجاه المنطقة المقبلة على المزيد من النار.