Site icon IMLebanon

ما هو المطلوب من الحكومة العتيدة؟

 

مع إنتهاء الإنتخابات النيابية والفرز الجديد للقوى على الساحة السياسية، تتوجّه الأنظار إلى تشكيل الحكومة. وعلى أمل ألا يأخذ تشكيل هذه الأخيرة الكثير من الوقت، أصبحت أجندة الحكومة العتيدة شبه معروفة مع فرض الملفات الإقتصادية والمالية نفسها بقوّة على جدول أعمال مجلس الوزراء. فما هو المطلوب من هذه الحكومة؟

الأحداث التي مرّ بها لبنان منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى يومنا هذا جعلت من الملفات الإقتصادية والمالية للدولة اللبنانية في أخر سلّم السلطة السياسة. وأبعد من ذلك، إعتمدت الحكومات المُتعاقبة سياسة التعطيل في هذه الملفات على قاعدة «ملف مقابل ملف»! بالطبع لن نغوص في ذكر تفاصيل سياسة التعطيل إنما الهدف من ذكرها إستخلاص الدروس والعبر للمرحلة المُقبلة.

ان مسح وضع لبنان الإقتصادي يُظهر عددًا من المشاكل التي أصبحت معالجتها أكثر من ضرورية:

إن مؤتمر سيدر 1، وعلى الرغم من العيوب الشكلية التي طالت حصوله قبل أسابيع من الإنتخابات النيابية، له آفاق واعدة إذا ما تمّ تطبيق الإلتزامات التي قدمتها الحكومة أمام المُجتمع الدوّلي. هذه الآفاق تتمثّل بالكمّ الكبير من الإستثمارات التي سيتمّ تنفيذها وما يواكبه من دخول عملة صعبة إلى لبنان. على هذا الصعيد، يأتي تفضيل العمالة اللبنانية على العمالة الأجنبية ليتصدّر الإجراءات التي يجب على الحكومة اللبنانية القيام بها.

يتحدث السياسي والإقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر الذي عمل كثيرًا على فحص العلاقة بين الإقتصاد والسياسة بهدف تطوير المُجتمع النمساوي، عن إنجراف المُجتمع نحو الإقتصاد من خلال ديناميكة إجتماعية يكون فيها للإقتصاد أولوية على السياسة. لذا أهم ما يتوجّب على الحكومة القيام به هو فصل السياسة عن الإقتصاد عبر خلق آلية للقرارات الإقتصادية تكون مُختلفة عن آلية أخذ القرارات السياسية. هذه الآلية يجب أن تستند إلى معايير عملية بحت لا يكون للسياسة دور فيها وتهدف إلى تحويل الإقتصاد اللبناني من إقتصاد شبه ريعي إلى إقتصاد إنتاجي عماده الصناعة، التكنولوجيا والزراعة بالتوازي مع بنية تحتية مُتطوّرة وخدمات عامّة ترتقي إلى مستوى الخدمات في الدول الأوروبية.