حملات شعواء عديدة شنّت على هِبة السلاح التي قدمتها المملكة العربية السعودية الى الجيش.
3 مليارات أولاً ثم مليار.
لا يمر أسبوع من دون أن نسمع:
1- توقفت الهِبة بسبب العمولات،
2- الاسلحة التي ستصل فاسدة،
3- المملكة جمّدت الهِبة، بطلب وجهته الى السلطات الفرنسية،
4- المواصفات المطلوبة غير متوافرة بالنماذج التي وصلت فعلاً.
باختصار: «حزب الله» خائف من تسليح الجيش اللبناني، ومن يقف وراء «حزب الله» ومشروع ولاية الفقيه يعلم جيداً أنّ الجيش اللبناني هو الذي يستطيع أن يفرض الإستقرار والأمن في لبنان والوصي الذي يستطيع (ويملك حق) الدفاع عن لبنان ضد المنظمات «الإرهابية» وفق التسميات الشائعة.
جرّبوا الجيش في النهر البارد… فبقي صامداً، وفي نهر البارد، القريب من طرابلس، ثبت لهم أن الجيش وطني وليس فئوياً كما «يرغبون».
3 سنوات بحكومة كاملة الأوصاف لـ»حزب الله»… ولم يستطيعوا أن ينفذوا الخطة الأمنية، لسبب بسيط: إنّهم لا يريدون الإستقرار في الشمال، والعكس صحيح: كانوا يعتقدون أنّهم قادرون على احتلال طرابلس من خلال بعل محسن/ مجموعة علي عيد / المخابرات السورية.
جاءت الحكومة الحالية واتخذت القرار بتنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس والشمال وانتشار الجيش هناك… فبرهن هذا الجيش من جديد بأنّه عندما يأتيه القرار السياسي، فلا أحد، إرهابياً كان أو غير إرهابي، يستطيع أن يقف في وجه الجيش اللبناني الذي هو، بكل بساطة، للبنانيين كلهم وليس لفئة، وقيادته الحكيمة تبرهن يومياً أنّها قيادة وطنية، نظيفة، همّها الوحيد استقرار لبنان.
ولو عدنا بالذاكرة الى 2006 لتبيّـن لنا أنّ الجيش اللبناني دافع عن لبنان بإمكانات محدودة جداً ودفع شهداء.
ولم يكتفِ الجيش بخطة طرابلس، بل أمن لها النجاح بالتعاون بينه وبين القوى الأمنية كافة: الأمن الداخلي، المعلومات، أمن الدولة، الامن العام… هذا التلاحم عزز الإنجازات…
وكما حقق الجيش الإنجازات على الارض، كشفت «المعلومات» 25 شبكة تجسّس و200 عميل… إضافة الى الشبكات التي أعلموا بها «حزب الله»، وأيضاً المسؤولين السوريين أيام الشهيد وسام الحسن فكافأوه… باغتياله! ونسوا أنّ العميد عماد عثمان هو ابن المؤسسة التي رعاها اللواء وسام الحسن وأشرف ريفي.
وأذكر أنّه عندما أسندت حقيبة وزارة الداخلية الى الوزير نهاد المشنوق اتفق وقائد الجيش في خلال اجتماع بينهما على الشراكة، كي لا يوجد فريقا عمل، انما الجيش والامن الداخلي فريق واحد، فانتهينا من اللعبة القديمة السخيفة… فمع خصوصية كل منهما فإنهما يشكلان حال دفاع أمنية واحدة عن لبنان.
وإذا كان الجيش وقوى الأمن الداخلي حققا هذه الإنجازات بالإمكانات المتواضعة، فلنتصوّر ماذا سيحققان عندما يزودان بالاسلحة بموجب الـ3 مليارات والمليار الرابع؟..
الايام المقبلة ستجيب على هذا التساؤل.