IMLebanon

ما هو الهدف من دعوة عشاء السفير السعودي؟

من النادر جداً أن يجمع منزل سفير لأي دولة عربية أو أجنبية مثل هذه النخبة التي حضرت عشاء السفير السعودي علي عواض عسيري في منزله في اليرزة.

أولاً، لا بد من الإشارة الى جمال هذا المنزل والأجمل طبعاً ضيافة واستقبال سعادة السفير وأيضاً تلك الحديقة الجميلة الخضراء التي لا تمثل إلاّ جمال بلدنا الحبيب لبنان.

لم يكتفِ سعادة السفير باستقبال جميع المدعوّين والإهتمام بكل واحد منهم وحسب، بل وقفت الى جانبه السيدة حرمه التي كانت تدور على الطاولات وتسأل الضيوف عن الاكل والشرب وإذا كان ينقصهم أي شيء.

الترتيب كان موفقاً، والحضور كان جميلاً، نعم نقول جميلاً عندما نرى زعماء الوطن جنباً الى جنب يتحدثون ويتسامرون، ولا يمكن أن يوحي هذا المشهد بأنّ هناك أي مشكلة في لبنان ولا حتى بعدم وجود رئيس للجمهورية، علماً أنّ حضور رئيس الجمهورية السابق الجنرال ميشال سليمان قد عوّض نسبياً، الغائب الوحيد كان دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الذي أناب عنه وزير المالية الاستاذ علي حسن خليل.

نعود بعد هذا الوصف الى السؤال المهم ألا وهو: ماذا وراء هذه الدعوة؟

الذي يعرف المملكة العربية السعودية ويعرف قيادتها يرى أنّ الدعوة جاءت لتؤكد على محبّة القيادة والشعب السعودي للبنانيين من دون استثناء وهذا ليس سراً بل هو من البديهيات للسياسة السعودية التي لم تكن علاقتها مع أي دولة إلاّ علاقة ودّ ومحبّة ومساعدة في الوقت المناسب خصوصاً في الأزمات، وهذا ما خبرناه نحن في لبنان إذ منذ زمن بعيد وتحديداً منذ بداية الأزمة في لبنان والحرب الأهلية التي بدأت عام 1975 كان «اتفاق الرياض» الذي انبثق منه قوات الردع العربية أي أنّ المساعدات السعودية منذ اللحظة الاولى كانت سياسية وعسكرية ومالية، الى «اتفاق الطائف» الذي أعاد الى لبنان الأمن والإستقرار… وأرسلت المملكة الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري الذي أعاد إعمار لبنان على جميع الأصعدة الاقتصادية والإنمائية والسياسية…

لن أطيل الحديث عن التقديمات السعودية للبنان وهنا أركز على كلمة كل لبنان وليس لطائفة معيّنة كما يفعل الايرانيون.

الهدف الحقيقي هو أن يشعر الجنرال ميشال عون أنّ المملكة العربية السعودية تقف على مسافة واحدة من كل اللبنانيين وليس مع طرف ضد طرف آخر، هذا أولاً.

والمملكة تريد الأمن والإستقرار للبنان ولا تريد الشر لأي فئة حتى لو أساءت إلى المملكة، هذا ثانياً.

ثالثاً- تريد المملكة أن تقول إنها تريد انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد.

وفي نظرة سريعة الى هذا العشاء المبارك يتمنى المواطن اللبناني أن يهدي ربّ العالمين زعماء لبنان الى الاتفاق في ما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما جاء في كلمة سعادة السفير الذي تمنّى أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل عيد الفطر المبارك.

أخيراً سنبقى متفائلين لأنه «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».

عوني الكعكي