قبل نحو شهر طرأت مشاكل في الجانب الجنوبي من اليمن بين الجماعات المحسوبة على الإمارات العربية المتحدة وتلك المحسوبة على المملكة العربية السعودية، وحدث تغيير على الارض لمصلحة الإمارات ما استدعى زيارة قام بها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد الإمارات الى المملكة واجتماعه مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد.
وعلمنا من مصادر موثوقة أنّ وجهات النظر كانت متطابقة حول الأمور الآتية:
أولاً- ان الحرب في اليمن حال ميؤوس منها ولا يمكن أن تنتهي بمنتصر… مهما طالت.
ثانياً- ان الاميركيين هم الأكذب والأكثر مراوغة، وعكس ما يدّعون فهم لا يريدون شن الحرب على إيران، ويتركون إيران تزود الحوثيين بالأسلحة التي تمكنهم من الصمود ومواصلة القتال، ولو كانوا جادين لكان يكفي أن تُضرب باخرة واحدة من ناقلات السلاح والعتاد الى الحوثيين، فيتوقف الحوثي عن القتال، ولكانت إمكانيات التغيير أقوى وأشد قابلية للتنفيذ الفعلي.
ثالثاً- الإمارات ليست دولة تستطيع أن تعيش استنزافاً عسكرياً يكلف مليارات من الدولارات وشهداء كثراً، علماً أنّ المواطن الإماراتي غير مهيّأ لهكذا ظروف، علماً أنّ الخدمة العسكرية في الإمارات هي إجبارية، وفي المعلومات أنّ السعودية متفقة مع الإمارات على عدم القدرة على تحمّل الإستنزاف، خصوصاً أنّ الكلفة مرتفعة جداً، والبلدان يتمنيان أن تنتهي الحرب اليوم قبل الغد، وحرب اليمن بمثابة مستنقع من يغرق في مياهه الآسنة يصعب عليه مغادرته.
من هنا، فإنّ الكلام على خلاف بين الرياض وأبوظبي هو كلام غير صحيح، مع الأخذ في الاعتبار ظروف وخصائص كل دولة، وبالذات فإنّ الإمارات بعيدة نسبياً ولا حدود مشتركة مع اليمن الذي تمتد حدوده مع المملكة نحو ألف ومئتي كيلومتر… وكل كلام مغاير ويصر على الخلاف بين البلدين الشقيقين هو مجافٍ للواقع.
عوني الكعكي