لو قرأنا بتمعّن رسالة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والبيان المشترك الذي صدر عنه وعن مفتي جمهورية مصر الدكتور شوقي علاّم، ومفتي المملكة الاردنية الهاشمية الشيخ عبدالكريم خصاونة… وفي ما نقرأه نجد أنه يجمع على الاسلام كونه: الإعتدال، والمحبة، والعيش المشترك، قبول الآخر، ضدّ التطرّف، ضد قتل النفس، يحرّم الانتحار مهما كانت دوافعه.
من أسف في المقلب الآخر نرى أنّ الولايات المتحدة الأميركية جاءت ومعها 63 دولة ومعها الصواريخ والطائرات وعدة القتل كلها بذريعة محاربة الإرهاب.
من جهة مقابلة نرى روسيا وإيران في سوريا أيضاً بدعوى محاربة الإرهاب، إنما بالفعل للمحافظة على نظام يشبههم: ديكتاتوري، لا يهمّه إلاّ البقاء على الكرسي مهما كان الثمن باهظاً: قتلاً لشعبه ودماراً لبلده.
وتجربة النظامين في روسيا وإيران معروفة ولا تحتاج الى كثير شرح كونها ظاهرة للعيان… فالحرس الثوري اليوم أسوأ من «الباسيج» وأجهزة المخابرات أبشع مما كانت في عهد الشاه، وأما مخابرات بوتين فأبشع من الـ«كي جي بي».
وما ينفق هؤلاء جميعاً في سوريا على القتل والدمار من أموال هائلة ألم يكن من الأجدى «شراء» الدواعش؟!.
ألم يسأل هؤلاء، قبل أن ينخرطوا في الحرب لماذا أصبح الانسان العادي إرهابياً؟
عندما يمارس الصهيوني القتل والعسف على شعب فلسطين منذ ما قبل منتصف القرن العشرين الماضي فماذا ينتظر من إخوانه وأبناء بيئته أن يفعلوا؟ ألا يتوقع أن يقوم ردّ فعلهم على الظلم والقهر اللذين مورسا ويمارسان على شعب فلسطين وعلى أرض فلسطين المغتصبة؟ هذا أولاً.
ثانياً- لو تحوّل الأموال المرصودة للسلاح نحو الزراعة والصناعة وسائر القطاعات المنتجة ألم يكن أجدى وأفعل؟!.
ثالثاً- لو أنفق بعض من هذه الأموال الطائلة على العلم من مدارس ومعاهد وجامعات، ألم يكن أفضل من تدمير سوريا والمنطقة برمتها التي هي منطقة التاريخ والأنبياء والحضارات في سوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية وبلاد ما بين النهرين (العراق)…
إلى ذلك، يتحدثون عن 18 شهراً مدى زمنياً لتحديد مصير بشار الأسد، للتذكير: العراق وعظمته لم يستلزم أميركا أكثر من ثلاثة أسابيع للقضاء على صدّام حسين… فلماذا 18 شهراً؟!.
والفضيحة الأكبر أنّ بوتين اتصل هاتفياً بنتانياهو لينسّق معه في ما يجب أن يكون الوضع في سوريا.
أهكذا تكون مصلحة سوريا ومصلحة العرب؟ وهل يكون بوتين، بذلك، قد جاء لينقذ سوريا من شر الإرهاب؟!.