نطرح هذا السؤال انطلاقاً من أنّ هناك الكثير من الأحداث التي لا نرى لها أجوبة مقنعة وتبقى هذه الأسئلة أو التساؤلات موضع شك.
على سبيل المثال:
أولاً- نرى أنّ قيام النظام الايراني الجديد الذي خلع نظام الشاه الموالي لأميركا وأقفل السفارة الاسرائيلية في طهران حيث أقام مكانها سفارة فلسطين يعني أنّ النظام الجديد هو مع القضية الفلسطينية، ولم يكتفِ بذلك بل رفع شعار الموت لأميركا والموت لإسرائيل وأطلق على أميركا إسم الشيطان الأكبر وإسرائيل الشيطان الأصغر ولم يكتفِ بذلك أيضاً بل أسّس «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري أي فرقة عسكرية لتحرير القدس كما كان يدّعي وعيّـن لها رئيساً هو اللواء قاسم سليماني وهو أحد أبرز الجنرالات الايرانيين، أمام هذه الأحداث نرى من ناحية ثانية فضيحة «إيران غيت» التي بموجبها باعت أميركا الى إيران أسلحة في وقت كانت قوات الحرس الثوري تحاصر السفارة الاميركية وذلك طوال 444 يوماً، والسؤال الكبير: هل هناك خلاف بين ما تدّعيه القيادة الايرانية وبين ما تفعله؟ هل يستطيع أحد أن يفسّر لنا ما هو هذا السر؟
ثانياً- تدّعي إيران أنّ سوريا ونظام بشار الأسد يدعمان المقاومة اللبنانية أي «حزب الله» وأنّ سوريا هي الضمانة لبقاء «حزب الله» الذي نشأ لمحاربة إسرائيل بعد احتلالها لبنان العام 1982، والحمدلله حرّرت المقاومة عام 2000 جنوب لبنان وانسحبت القوات الاسرائيلية من أوّل عاصمة عربية تحتل في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وبقيت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أي مسمار جحا، وهنا لنا سؤال: لماذا أبقت إسرائيل مسمار جحا؟.. ألَيْس هذا السؤال يثير الحيرة؟ يعني يمكن القول إنّ إسرائيل تريد أن تترك مبرراً لـ»حزب الله» ليحمل السلاح تحت حجة تحرير المزارع والتلال… فلماذا تركت إسرائيل ذريعة لبقاء «حزب الله»؟ وهل يستطيع أحد أن يجيب على هذا السؤال؟
ثالثاً- قامت إسرائيل بعدوان على لبنان براً وبحراً وجواً لمدة 33 يوماً إثر اختطاف «حزب الله» جنديين إسرائيليين تحت ذريعة تحرير الأسرى، فماذا حصل؟
النصر الإلهي الذي كلف لبنان 5000 قتيل وجريح من الجيش والشعب والمقاومة، وأضراراً بـ15 مليار دولار للبنى التحتية، واتفاقاً بين إسرائيل ولبنان وانسحاب «حزب الله» الى منطقة الليطاني وخلق منطقة للأمم المتحدة تفصل بين لبنان وإسرائيل وأصبح بين «حزب الله» وإسرائيل أكثر من 50 كيلومتراً.
يومها قال السيّد حسن نصرالله «لو كنت أعلم»(!) السؤال هنا: هل يكفي ما قاله السيّد حسن نصرالله ليبرر لماذا قام «حزب الله» باختطاف الجنديين؟ وهذا يثير الجدال حول مصلحة إسرائيل بإبقاء «حزب الله» ولماذا لم تفعل كما فعلت العام 1982؟ وفي مقارنة بسيطة فإنّ حرب 1982 استمرت 100 يوم بينما حرب تموز 2006 استمرت 33 يوماً ولم تحقق الهدف المعلن من بداية العدوان وهو القضاء على «حزب الله» بينما في عملية 1982 قضت على المقاومة الفلسطينية بمعنى أدق أنّ إسرائيل هنا لا تريد القضاء على «حزب الله» والسؤال هنا أيضاً لماذا؟؟؟
رابعاً- سوريا تقول إنّها تحارب الإرهاب منذ قيام الثورة الشعبية الوطنية السورية وتقول إنّ الارهاب وراءه إسرائيل، كلام جميل، لماذا لم تتحرك قوات نظام بشار الأسد العلوية بفتح جبهة الجولان وتنتقم من إسرائيل التي تدعم الإرهاب؟ كذلك نفذت إسرائيل اعتداءات عديدة على الاراضي السورية وفي تواريخ مختلفة ابتداء من تدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور…
– الى اغتيال قائد «حزب الله» عماد مغنية في وضح النهار بعبوة وضعت في سيارته تحت الكرسي الذي كان يجلس عليه…
– اعتدت الطائرات على مخيّم للتدريب في عين السخنة…
– اعتدت على منطقة دمر والهامة حيث استهدفت كما تقول سيارات عسكرية تنقل أسلحة وصواريخ لـ»حزب الله»…
– ونفذت اعتداءً في 15 شباط 2014 حيث قتلت العميد محمد سليمان في منطقة الرمال الذهبية في طرطوس وهو كان الأقرب لبشار الأسد…
– وقتلت ابن الشهيد عماد مغنية في الجولان…
– وقتلت أكثر من مسؤول وجنرال كبير إيراني في الجوان…
وكان الجواب دائماً للقيادة السورية انّ الرئيس بشار الأسد هو الذي يقرّر مكان وزمان الرد، وانّه سيفوّت على إسرائيل استدراجه.
وكان جواب «فيلق القدس» والقيادة الايرانية مماثلاً.
هذه الأسئلة أعلاه هي جزء بسيط من علامات الاستفهام المرسومة حول علاقة إسرائيل بسوريا وإيران.
عوني الكعكي