IMLebanon

ما سرّ المفاوضات السعودية – الحوثية في الرياض؟

تدخل الهدنة في اليمن حيّزَ التنفيذ منتصفَ ليل الأحد بدفعٍ من الأمم المُتّحدة التي تريد الإفادة من مُؤشّرات التهدئة لإرساء أسسِ تسوية في محادثات السلام التي تبدأ في الكويت يوم 18 نيسان المقبل، فيما أكّد ولي ولي العهد السعودي، ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، الإثنين الماضي، أنّ «الحربَ في اليمن باتت قريبة من نهايتها»، كاشفاً عن أنّ «وفداً من الحوثيين يجري مفاوضاتٍ في الرياض».

وفي السياق، أكّد المُحلّل العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر في حديث لـ«الجمهورية»، أنّ «المفاوضات التي تحصل بين السعودية والحوثيين في الرياض أتت بعد إجماع الحوثيين على أنّ استمرار الحرب سيؤدّي إلى خسارتهم عسكرّياً وأنّ هذا المسار ليس في مصلحتهم وسيكون على حِساب دورهم كجزءٍ مهمّ في تاريخ اليمن»، مضيفاً أنّ «السعودية لا تريد أن تُزيل دورَ الحوثيين، وفي كُلّ الأحوال لا يمكن لأحدٍ شطبَ نحو 22 في المئة من الشعب اليمني الذي عُرف بكفاحه الطويل في استقرار اليمن من المعادلة سِواءٌ التاريخية أو المستقبَلية».

وأوضح عبد القادر أنّ «هناك نوعاً من القناعة لدى الحوثيين ترسّخت بوجوب فتح المجال لمساومة سياسية تكون بالدرجة الأولى مع السعودية»، مُشيراً إلى أنّهم «إذا ذهبوا إلى الكويت للبحث في طريقةٍ لإنهاء الحرب، فهذا لن يكون كافياً لعودة اليمن للاستقرار وللإفادة من المحيط، ولتأمين حقوق الحوثيين في حال لم تجرِ المصالحة بينهم والمملكة العربية السعودية».

واعتبر «أنّنا نعلم بوجود الحوثيين في الشمال الغربي من اليمن وعلى الحدود السعودية تحديداً»، لافتاً إلى أنّه «إذا جرت هذه المصالحة أو التفاهم على الأقلّ بين السعودية والحوثيين وتخفيف الإشتباكات المتبادَلة عبر الحدود، خصوصاً في المناطق التي يسكنها الحوثيون، يمكن أن يصبح أيّ اتفاقٍ يحصل في محادثات الكويت موضوعاً ذا مغزى وناجزاً ويمكن تطبيقه».

وشدّد على أنّه «في ظلّ القرار السعودي والخليجي الصارم والحازم بعودة الشرعية ولو بالقوّة ومهما كلّفت من وقتٍ وتضحيات، قد يعطي ذلك الحقّ لنجاح الطرف الذي يبحث عن مخرجٍ للأزمة»، مؤكّداً أنّ «هذه المفاوضات هي من دون شكّ انتصارٌ للسعودية والشرعية أكثر منها انتصاراً للحوثيّين».

في المقابل، أشار المُحلّل العسكري العميد المتقاعد محمّد عبّاس في حديث لـ»الجمهورية»، إلى أنّ «الوضع اليمني بالنسبة للسعودية منفصلٌ عن الوضع السوري لأنّ الرياض عجزت عن فرض أجندتها في اليمن»، مضيفاً أنّ «السعودية تُحاول التفرّغ للموضوع السوري عبر المفاوضات مع الحوثيين لأنّها لا تزال حتّى اليوم تلعب أوراقها في الساحة السورية».

وتابع أنّ «كُلّ الحديث عن وقف النار سابقٌ لأوانه، فالسعودية متيقنة أنّها عاجزة عن النصر لكنّها تحاول فرضَ شروطها عبر الاستمرار في القصف والضغط ميدانياً توازياً مع إعلان الهدنة وبدء المفاوضات»، مشيراً إلى أنّ «الكلام عن استعادة الشرعية منذ شهر هو تقدُّم بسيط، أمّا الباقي فهو كارثي كسيطرة تنظيمَي «القاعدة» و«داعش» على حضرموت والمكلا وأبين، فضلاً عن وجود «القاعدة» في عدن وانتشار الإغتيالات هناك وألخ…».

وفي خصوص دعم إيران للحوثيين، قال عبّاس إنّ «إيران لا تتدخّل في الشأن السياسي اليمني بل تدعم الحوثيين سياسياً فقط والأسلحة المستعمَلة بين أيديهم هي محلّية الصنع»، فيما أكّد عبد القادر أنّ «هناك تياراتٍ عدّة في إيران منها ما يُطالب بإكمال الإنقلاب عبر إمداد الحوثيين بمزيدٍ من السلاح، وأخرى تعتبر أنّ من الصعب ربح المعركة ويجب إجراء اتصالاتٍ مع السعودية لعقد مصالحة».