Site icon IMLebanon

ما هو الردع الاستراتيجي لحماية لبنان؟

اذا نظرنا الى الازمة السورية وجدنا ان ايران وروسيا شكلتا الثنائي الحامي للنظام السوري، ورأينا ان حزب الله بمجاهديه كانوا جيشا كاملا قاتل في سوريا ودافع عن النظام ومنع اسقاطه، كذلك فان الطائرات الروسية بكثافة الغارات التي قامت بها منعت اسقاط النظام. كذلك الدعم الإيراني من سلاح وعنصر بشري أدى الى دعم نظام الرئيس بشار الأسد ومنع اسقاطه، وبدأ يحقق انتصارات وآخرها تحرير حلب من التكفيريين.

بالنسبة الى لبنان هنالك سؤال مطروح على كل من يفكر في حماية لبنان : من الذي يحمي لبنان، وأية معادلة دولية تحمي لبنان، وهل توجد معادلة دولية تحمي لبنان؟ كان الرئيس اميل لحود في عهده دائما يفتش عن توافق أميركي ـ سوري، لانه اذا اختلفا يعتبر ذلك خطرا على عهده، واذا كان هناك توافق أميركي ـ سوري كان عهد الرئيس اميل لحود في أوج عزه وعهده.

ومرت الأيام وحصلت حرب تموز وجرى تحرير الجنوب وقاتل حزب الله في سوريا، وتم انتخاب رئيس جمهورية، والليلة يمكن ان تتشكل الحكومة لأننا نكتب عند الساعة الثامنة والنصف مساء الاحد ولا نعرف اذا كانت المراسيم ستصدر هذه الليلة، لان الرئيس الحريري وصل الى القصر الجمهوري ومعه تشكيلة من 30 وزيراً فاذا تمت الموافقة من العماد الرئيس ميشال عون عليها سيأتي الرئيس نبيه بري ويتم اعلان الحكومة الجديدة واستدعاء الوزراء واخذ الصورة التقليدية للوزراء او تأجيل الصورة التذكارية للغد لكن تعلن المراسيم الليلة ويوقع عليها رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ويكون اصبح لدينا حكومة جديدة.

ونعود بالسؤال من يحمي لبنان؟

اذا كان على صعيد التفجيرات والشبكات الإرهابية، فان اجهزة شعبة المعلومات ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمديرية العامة للامن العام وجهاز امن الدولة هم الذين يتولون ملاحقة شبكات الإرهاب ومنع القيام بأعمال إرهابية وتفجير سيارات. واذا كان على صعيد مخدرات او أمور أخرى تخالف القوانين، فالشرطة القضائية هي المرجعية. واذا كان على صعيد جرائم قتل او غيره، فالقضاء هو الذي يحمي المواطن اللبناني من الجرائم، نتيجة الحكم بالاعدام رغم ان حكم الإعدام لم يعد ينفع في لبنان.

اما على صعيد حماية لبنان من إسرائيل، فالجيش اللبناني غير قادر في حرب تقليدية للدفاع عن لبنان وليس لديه أسلحة، وميزان القوى تعرفه قيادة الجيش اللبناني. فلا ينقص الجندي اللبناني الشجاعة ولا الرتيب ولا الضابط اللبناني الشجاعة للقتال ضد العدو الإسرائيلي، لكن تكوينه التقليدي ووجوده في ثكنات عسكرية وعدم امتلاكه الأسلحة اللازمة خاصة صواريخ دفاع جوي ضد قصف الطائرات، إضافة الى صواريخ ارض ـ ارض، إضافة الى مدرعات للقتال ضد فوج مدرعات إسرائيلي يدخل الأراضي اللبنانية.

وحده يملك أفواجاً مقاتلة مثل المغاوير والمجوقل والالوية، ولكن ليس عندنا دفاع جوي. وبالتالي فان الطائرات الإسرائيلية قادرة على ضرب وزارة الدفاع ومقر قيادة الجيش ولا يمكننا اسقاطها او ابعادها. ويمكن ضرب كل ثكنات الجيش اللبناني ومراكزه المنتشرة على الأرض اللبنانية وتنتصر على الجيش اللبناني. ويا للأسف لأننا لم نزود جيشنا او نزود لبنان بالأسلحة اللازمة القادرة على ردع إسرائيل، حتى حاليا، اثناء تسليح الجيش اللبناني لم نأت بشبكة دفاع جوي تردع الطائرات الاسرائيلية عن قصف لبنان.

لذلك لا يمكن للجيش اللبناني الدفاع عن لبنان في وجه إسرائيل، بل يمكنه التصدي لكن معركته خاسرة مع الجيش الاسرائيلي الذي يمتلك احدث الأسلحة الأميركية والأسلحة الاسرائيلية التي يصنعها وبالتالي، كل حرب تقليدية بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي تربح فيها إسرائيل.

تبقى الحماية الحقيقية هي في حزب الله والمقاومة، فالمقاومة هي الوحيدة القادرة على ردع إسرائيل، لانها لا تخوض حرباً تقليدية ضد إسرائيل ومراكزها غير مكشوفة وليس لديها ثكنات عسكرية تقصفها الطائرات الاسرائيلية، بل لديها تجمعات او مكاتب سياسية او مكاتب غير معروفة، ولكن كلها غير مسلحة وليست مراكز قتال، بالمعنى الحقيقي لردع إسرائيل. انما المقاومة نشرت في لبنان شبكة صواريخ ارض ـ ارض، قادرة على ردع إسرائيل، إضافة الى انها اختارت حرب العصابات والانفاق والخلايا الصغيرة في القتال والصراع، مما يجعل العدو الإسرائيلي يخسر معركته. واكبر دليل على ذلك تحرير الجنوب. واكبر دليل ساطع هي حرب تموز، التي دامت 33 يوما وخسر فيها العدو الإسرائيلي واكتفى بقصف البنية التحتية في لبنان بالجسور والطرقات وقصف مدرج مطار بيروت وإقامة حصار على لبنان ولم يكن لدينا باستثناء المقاومة صاروخ ارض – بحر استطاعت فيه المقاومة اصابة بارجة حربية إسرائيلية.

اما على صعيد حرب العصابات والخلايا الصغيرة، فان المعارك التي جرت في سهل الخيام وبنت جبيل ومارون الراس شكلت انتصارا كبيرا، لان الجيش التقليدي مثل الجيش الإسرائيلي غير قادر على القتال ضد خلايا صغيرة مسلحة بصواريخ ضد المدرعات تطلقها على المدرعة وتدمرها ثم يختفي من يطلق الصاروخ في انفاق تحت الأرض ولا يستطيع الطيران ملاحقته.

وكل ما يمكن ان تفعله إسرائيل هو تدمير البنية التحتية في لبنان كي تجعل الشعب اللبناني ضد المقاومة، تحت اعلان العدو الصهيوني ان سبب خراب لبنان هو المقاومة، في حين ان الضمانة الحقيقية لحماية لبنان هي المقاومة.

وتمتلك المقاومة الان صواريخ اكثر من الماضي وباتت قادرة على ضرب صواريخ بعيدة المدى على المدن الإسرائيلية وحددت اهدافاً جديدة لم تضربها سابقا أهمها تل ابيب ومعاملها الكيميائية ومطار بن غوريون، إضافة الى إمكانية قصفها الى أبعد نقطة في إسرائيل حتى حدود وادي بيسان في الأردن وحتى وادي عربة، ويا للأسف كيف تم تأجير وادي عربة لإسرائيل من الأردن لمدة 99 سنة ويا للعار.

اذا المقاومة هي الوحيدة القادرة على ردع إسرائيل في حرب غير تقليدية تخوضها اسرائيل بأفواج والوية ضد مجموعات صغيرة غير منظورة تختفي وتظهر تضرب وتنسحب، تطلق الصواريخ على المدرعات ثم لا يظهر لها أي اثر، الى حرب عصابات حقيقية ضد جيش تقليدي.

وربما إسرائيل طورت سياستها العسكرية على أساس حرب عصابات، وانشأت فرقا صغيرة لتقاتل الفرق الصغيرة او الخلايا الصغيرة لدى حزب الله. لكن إسرائيل لا تخاطر بالعنصر البشري لديها، لذلك لن تقدم على حرب عصابات بل ستقدم دائما على حرب أفواج والوية كبيرة كي تحمي عنصرها البشري. ويكون دائما محاطا بالمدرعات والملالات المدرعة وناقلات الجنود المدرعة. إضافة الى 650 طائرة من طراز اف 15 واف 16 وكفير قادرة على قصف كل النقاط التي تتعلق بالمقاومة من جسور الى الجنوب الى قصف الضاحية الجنوبية. لكن مقابل ذلك ستقوم المقاومة بضرب صواريخها وتؤذي إسرائيل بالخطر الذي تؤذينا.

لكن نعود الى السؤال، ما هي حماية لبنان الاستراتيجية؟ هل يمكن ان نعقد اتفاقا مع الولايات المتحدة بعد انتخاب الرئيس ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة وبموجب هذا الاتفاق تضمن الولايات المتحدة سلامة الأراضي اللبنانية والسيادة عليها؟ والجواب كلا، لأن ترامب صهيوني ولأن ترامب اول عمل عمله هو ارساله مستشاره اندرسون كسفير له الى إسرائيل لان المستشار يكون هو الأقرب وكي يسمع ما تريده الصهيونية وينفذ في الولايات المتحدة، إضافة الى اللوبي الصهيوني ايباك المسيطر على الكونغرس في الولايات المتحدة والذي يمنع أي طلب حماية من الولايات المتحدة للبنان، لان هذا الامر غير وارد، فلا هو وارد عند الولايات المتحدة ولا عند اللبنانيين. ولكن على افتراض اننا قررنا ان نكون تحت حماية دولة كبرى، فالولايات المتحدة ترفض ذلك ومنحازة الى اسرائيل. ولو طلبنا من فرنسا هذا الامر لاعتذرت وقالت لا استطيع ان اعقد اتفاقاً دفاعياً مع لبنان الا بعد تجريد حزب الله من كل أسلحته وبعد تجريد كل لبنان من طاقته للمقاومة، وان يكون الجيش اللبناني بمثابة قوى امن داخلي، وان نتنازل عن تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، وان نعقد اتفاقية سلام هي استسلام مع العدو الإسرائيلي، وان نرضخ للامر الواقع لابقاء نصف مليون لاجئ فلسطيني في لبنان.

وماذا عن روسيا، هل تقبل ان نعقد معها اتفاقاً دفاعياً تدافع فيه عن لبنان، وما هو الثمن الذي ستطلبه روسيا؟ روسيا هي مع سوريا ضد التكفيريين، لكنها ليست مع سوريا ضد إسرائيل، وطائراتها لا تتصدى لاي طائرة إسرائيلية تخرق الأجواء السورية، ومنظومة الدفاع 300 و 400 جاهزة للاطلاق ضد الطائرات التركية وليست جاهزة ابدا للاطلاق ضد الطائرات الاسرائيلية، ولذلك فالامر متعذر مع روسيا.

وبخلاصة الأمور، لا يوجد أي اتفاق دفاعي نعقده مع أي دولة خارجية نحمي به لبنان. اذاً، فلنعد الى مقولة الجيش والشعب والمقاومة، فالمقاومة تكون رأس الحربة في التصدي للعدو الإسرائيلي برا لان ليس عندها طائرات، ثم تتصدى بالصواريخ بقصفها فلسطين المغتصبة حيث كل مراكز العدو الصهيوني وتحاول تدميره والتسبب بالاذى للمرافق الحيوية في إسرائيل.

ويؤازر الجيش اللبناني المقاومة. ولكن للأسف، لا يستطيع الجيش اللبناني مؤازرة المقاومة، الا اذا امتلك سلاح دفاع جوي يمنع الطائرات الإسرائيلية من قصف مقرات الجيش المنتشرة في كل الأراضي اللبنانية. فالطيران الاسرائيلي قادر على قصف مطار القليعات والرياق ووزارة الدفاع وقيادة الجيش وثكنة صربا وثكنة صيدا وثكنة صور وثكنة النبطية وثكنة بعلبك وثكنة جبيل، وثكنة طرابلس وثكنة عرمان العسكرية وكل الثكن التي يملكها الجيش اللبناني ويتمركز فيها. وسيقف الجيش متفرجا على القصف ليس لديه أي سلاح يدافع به عن نفسه ضد الطائرات الاسرائيلية التي دمرت 10 الاف منزل في غزة، وقتلت 2000 شهيد في غزة، وجرحت 15 الف مواطن، ولم يتحرك العالم امام هذه المجزرة البربرية الصهيونية ضد غزة المحاصرة بشعبها المعذب والمحاصر سواء من السلطة الفلسطينية ام خاصة من العدو الإسرائيلي.

الحل الوحيد لضمانة الاستراتيجية للبنان هي مقولة الجيش والشعب والمقاومة، فحيث يستطيع الجيش مساعدة المقاومة، يساعد المقاومة، وحيث تستطيع المقاومة مساعدة الجيش تساعده، والشعب يكون الداعم الأول للمقاومة وللجيش اللبناني، ويكون مقتنعاً بأن العدو الإسرائيلي اغتصب فلسطين ويريد تدميرنا واخضاعنا لسيطرته، واغتصاب ارضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهذا لا يرضيه، بل يريد ان يبقى طائفيا مذهبيا اقطاعيا فاسدا. وللأسف فان الطبقة السياسية في لبنان تنفذ هذه الاستراتيجية لانه طالما ان لبنان ضعيف ومفكك مذهبيا وطائفيا واقطاعيا، فان إسرائيل تعتبر نفسها كمجتمع هي اقوى بكثير من المجتمع اللبناني، وان مجتمعها موحد كيهود بينما المجتمع اللبناني مفكك وليس هنالك من وحدة وطنية؟ لذلك على الحكومة الجديدة ان تعمل على مقولة الجيش والشعب والمقاومة، وتطلق في المدارس كتب تربية وطنية ويتعلق الجيش اللبناني بمقولة الجيش والشعب والمقاومة، وتلتحم المقاومة مع الجيش اللبناني، دون استفزازه ودون ان تفرض رأيها على الجيش اللبناني بل تحترم ضباطه ورتباءه وجنوده وتكون هي الداعم للجيش، لانه حصلت بعض الأمور ان عناصر من حزب الله استقوت على عناصر من الجيش اللبناني لمجرد ان حزب الله ربح حرب تموز. وإنجاز تموز هو انجاز كبير جدا جدا، ولكننا نتحدث عن حوادث صغيرة وليس عن مجمل المقاومة، التي تحترم الجيش اللبناني، ونحن نثق بسماحة السيد حسن نصرالله، حفظه الله، الذي يحترم الجيش اللبناني ودائما سهر على الحفاظ على معنويات الجيش وعلى ردع أي عنصر من حزب الله يتجاوز الحدود او القوانين ضد الجيش اللبناني.

ان السياسة الدفاعية التي يتحدثون عنها هي غير العقيدة القتالية، فليس هنالك من عقيدة قتالية، هنالك خطط قتالية، اما فعليا فتكون هناك سياسة دفاعية، وطالما اننا لا نملك سلاح دفاع جوي ونملك صواريخ لدى المقاومة تضرب فلسطين المحتلة كلها، ولدينا جيش من المقاومة يردع بريا العدو الاسرائيلي ان هو اخترق خط الانسحاب الأزرق، فاننا يجب ان ندعم المقاومة ويلتحم الشعب اللبناني ويعرف ان يميز ويقول مهما جعلت إسرائيل الأذى كبيرا في البنى التحتية في لبنان فليس لنا الا ضمانة هي المقاومة، وليس لدينا الا ضمانة الجيش اللبناني فالجيش اللبناني يحمي الداخل ويحمي المناطق ويمنع أي حرب أهلية او طائفية او مذهبية كما حصل سنة 1975 عندما انقسم الجيش اللبناني وانحاز قسم منه الى الفلسطينيين ضد الجيش اللبناني وقيادته.

لذلك الان وحدة الجيش اللبناني هي مقدسة. وتلاحم الجيش اللبناني والمقاومة والشعب في عقيدة واحدة، باعتبار ان إسرائيل هي العدو الحقيقي وهي الخطر الحقيقي للبنان. والجيش يشكل الحماية الاستراتيجية للبنان، ولن تكون الحماية من اي دولة اجنبية. وطبعا نحن لا ننكر ان أوروبا تضغط على إسرائيل وان اميركا تضغط على إسرائيل عندما تهاجم لبنان بكل طاقتها، واستعمال غير مبرر للقوة الى هذا الحد. ونثق ان أوروبا لا تقبل ان يستباح لبنان، ونثق ان الولايات المتحدة تريد الحفاظ على الحد الأدنى من وجود لبنان، ونثق ان روسيا تريد لبنان موحدا، لكن لا نثق ان أحدا سيأتي يقاتل عنا ضد العدو الاسرائيلي. فليس لنا الا الاتكال على ذاتنا وعلى معادلة الشعب والمقاومة والجيش وعلى ترسيخها في مدارسنا لدى اشبالنا لدى الجيل الطالع في الجامعات في الكتب المدرسية في العقيدة التي يحملها الجيش اللبناني على ان المقاوم هو اخوه ورفيقه في السلاح، وأيضا على المجاهدين في حزب الله ان يعتبروا ان عناصر الجيش هم رفاقهم في السلاح وان يحترموهم جدا لان المرحلة فرضت ان تكون فئة في لبنان ترفع راية المقاومة وتقاتل إسرائيل وهذا من حظ لبنان.

انني لا أرى اطارا خارج هذه المعادلة. واذا كان لدى بعض السياسيين الذين يطالبون بالحياد اللبناني ان يقنعونا ماذا عن نيات إسرائيل، هل إسرائيل تكون على الحياد حيال لبنان، ام تقوم بالمؤامرات ضد لبنان؟ نحن قد نرضى بالحياد ربما، ولكن هل إسرائيل ترضى بالحياد؟ والجواب طبعا لا، اننا امام عدو يخطط دائما لتدميرنا، والطبقة السياسية عندنا ساعدته منذ الاستقلال وحتى الان، فليت الطبقة السياسية ترتفع بثقافتها الى ثقافة مقاومة العدو فعليا في كل الطوائف والمذاهب والمناطق، فلا يكون مواطن يحمل سلاحا ليدافع عن بيته ويشعر انه يصيب العدو الإسرائيلي، ومواطن جالس بعيدا يتفرج على القصف على الجنوب ويعتبر ان الامر لا يخصه الا اذا تم تدمير جسر قريب منه، فيقول لماذا افتعلت المقاومة هذه الحرب. وحقيقة الأمور ان إسرائيل هي التي تخطط لحرب ضد لبنان، وهنالك حرب اتية لا محال، ستشنها إسرائيل على لبنان لضرب المقاومة، لابقاء الجيش اللبناني وحيدا ومن دون سلاح فعال. وهذه الحرب الاتية يجب ان نستعد لها، شعبا ومقاومة وجيشا. والى ان يتم ترسيخ هذه العقيدة لدى الشعب اللبناني كله على مستوى المدنيين وعلى مستوى العسكريين وعلى مستوى المقاومة، لدينا الان الضمانة بأن المقاومة ساهرة في الجنوب على الحدود ولدينا جيش قوي قادر على حفظ الوحدة الوطنية ولدينا اجهزة امنية تعتقل الشبكات الإرهابية. وعندئذ تحترمنا الدول الكبرى مثل اميركا وروسيا وأوروبا وتقف في وجه إسرائيل لانها تعرف ان إسرائيل لن تستطيع ان تهزمنا. فوالله ان اسرائيل ستدفع خسائر كثيرة في الحرب القادمة، وهذه المرة يجب ان تشتعل جبهة الجنوب وصواريخ من الجولان، وتشتعل جبهة غزة. ولتعرف إسرائيل انها مهما كانت قوية، فستتلقى الصواريخ من كل الجهات. وعندئذ يستمر المخطط الصهيوني في التراجع كما بدأ بالتراجع منذ حرب تموز. وهو حاول اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد كي يضرب خط الممانعة ويقطع الخطوط بين خط المقاومة في جنوب لبنان وايران والسلاح الوافد الينا، والدعم الوافد من ايران والصواريخ، إضافة الى دعم سوريا للمقاومة بالسلاح وبالتدريب وبالعمق الاستراتيجي للمقاومة. ولقد فشل المخطط الصهيوني في تقسيم سوريا وفي الغائها من دور الممانعة، كما فشل في ضرب لبنان في حرب تموز واخضاعه.

ولذلك تعالوا نتفاهم بصورة نهائية، على حماية استراتيجية للبنان، عمادها الأساسي هو وحدة الشعب اللبناني الوطني واعتبار إسرائيل العدو الأول والخطر الداهم وتطبيق مقولة الشعب والجيش والمقاومة.

شارل أيوب