Site icon IMLebanon

ما حقيقة التحضير لهزّة أمنيّة الإثنين؟

لا شك أنّ البعض يخشى الإستحقاق الرئاسي سراً، وليس خافياً على أحد أنّ الفراغ الرئاسي أُمنية يسعى العديد لإطالتها، غير أنّ الإفصاح عن هذه النوايا لن يصبّ في مصلحة أحد، لذلك يتحدث البعض عن احتمال استغلال ثغرة ما لإحباط الإستحقاق الرئاسي، فما حقيقة التحضير لعملٍ أمنيٍّ كبير جدير بكسر مسار الوصول الى بعبدا؟

رغم حسم غالبية الكتل النيابية لموقفها من مرشحَي الرئاسة البارزين، ما زال لغطٌ مُثار، وللمرة الأولى بعد «الطائف»، حول إتمام عملية الانتخاب يوم الإثنين، وهو ما زاد من المخاوف حول عمل أمني قد يغيّر المعادلات في اللحظة الأخيرة، خصوصاً في ظلّ الجدل عن غياب غطاء خارجي كامل أو موافقة على عملية الانتخاب.

يعلم الجميع أنّ العمليات الأمنية الضخمة في لبنان تشكل مهرباً يُعتبر الأكثر ضمانة لإفشال أيّ استحقاق وطني وإيصال رسائل للمخططين له، من هنا يتجدّد الخوف من عملية اغتيال كبيرة تعيد خلط الأوراق من جديد.

ويستند أصحاب هذه النظرية أو مَن يتحدث في هذا الاتجاه، الى التجارب السابقة في لبنان من اغتيال الرئيس رينيه معوض الى اغتيال الرئيس بشير الجميل قبل تسلّمه المهام الرئاسية ودخوله بعبدا، كما يستندون الى الأزمة الكبيرة التي تطاول المنطقة والذي لا يُعتبر لبنان خارجها، ما يصعّب إتمام الانتخابات الرئاسية.

لا بوادر

صحيح أن لا مظاهر واضحة لجهة ترتيبات أمنية غير عادية أو انتشار أمني كبير، ورغم أنّ الحركة تبدو عادية، إلّا أنّ ذلك لا ينفي أنّ الأجهزة الأمنية اتخذت كلّ احتياطاتها في هذا الإطار.

وفي السياق، يؤكد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ «عيون الجيش والقوى الأمنية مفتّحة جداً وتتابع الوضع عن كثب وتقوم بكلّ الواجبات المطلوبة سواءٌ كان هناك انتخاب أو لم يكن، وسواءٌ كان هناك رئيس أو لم يكن، فهي تقوم بواجباتها مهما كانت الظروف»، كاشفاً أن «لا إشارات ملموسة أو واضحة عن خلايا نائمة تحضّر لعملية اغتيال أو ما يشبهها، على رغم أنّ بعض القيادات التي يمكن أن تكون مستهدَفة عزّزت إجراءاتها الأمنية، وأخذت أخرى إحترازية كتخفيف تنقلاتها، وعدم تواجدها في أماكن مصنّفة مكشوفة أمنياً، كالجنرال ميشال عون الذي يتنقل بطريقة سرّية، ويستّر عن لقاءاته، إضافة الى الرئيس سعد الحريري، النائب وليد جنبلاط وغيرهم».

وإذ يؤكد المصدر أن «لا عمل أمنيّاً يُحضّر»، يوضح أنّ «الإختراق الأمني وارد في كلّ لحظة رغم اتخاذ الإجراءات الأمنية من دون أن يشعر الناس بها، ومن دون أن يلاحظوها»، مطمئِناً الى أنّ «الوضع الأمني مستقر والجيش سيكون بالمرصاد لأيّ أعمال شغب أو مشاكل يُحكى منها».

وفي هذا الإطار، سيشهد يوم الإثنين إجراءاتٍ أمنية اعتاد المواطن التعامل معها أو رؤيتها في محيط مجلس النواب الذي سيتحوّل الى مربّع أمني كالسابق، وتشير مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» الى أنّ «الجلسة ستكون تحت حماية الجيش والقوى الأمنية الى حين الانتخاب، لتنتقل بعدها حراسة الرئيس المنتخب الى الحرس الجمهوري الذي ستتواجد منه كتيبة للقيام بمراسم التشريفات أمام مجلس النواب أثناء مغادرة الرئيس بعد إلقائه خطاب القسم، إذ يُحكى أنّ الجلستين ستليان بعضهما، أي أنّ المُرشح المُنتخب سيتحوَّل رئيساً مباشرةً بعد الجلسة وهو ما يحصل للمرة الثالثة بعد الرئيسين معوض والياس الهراوي، ليتّجه بعدها الى بعبدا، وكلّ ذلك لحمايته كي لا تُستغل أيّ ثغرة للقيام بعمل ما ضده».

وسيُستكمل جدول عملية الانتخاب يوم الإثنين، في حال حصلت، ليُغادر المرشح الذي تحوَّل بين جلسة وضحاها رئيساً، في موكب رئاسة الجمهورية تحت حماية الحرس الجمهوري الى بعبدا، والطريق ستكون مؤمَّنة كالعادة، وفي القصر ستُقدَّم له التشريفات في الساحة الخارجية للقصر ليدخل بعدها الى قصر الرئيس وسط سلّة من رمّاحة القصر الجمهوري ويُسلّم في مكتبه وشاح رئاسة الجمهورية من المدير العام لرئاسة الجمهورية نظراً لغياب رئيس سابق وهو ما يحصل للمرة الثانية بعد الرئيس السابق ميشال سليمان.

تجدر الإشارة الى أنّ المراجع الأمنية لم تتبلّغ حتى الساعة فتح باحات القصر الجمهوري أمام المواطنين للإحتفال، علماً أنّ «التيار الوطني الحر» سيقيم احتفالاً مركزياً في ساحة الشهداء ليل الإثنين.

التشكيلات

وفي المعلومات، يُرجّح أن يستلم قيادة الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي، وهو من عداد لواء الحرس الجمهوري، علماً أنه خدم في اللواء أيام كان عون رئيساً للحكومة الإنتقالية، على أن يصدر نهار الثلثاء على أبعد تقدير تشكيلاته عن قائد الجيش.

أما حول اللغط عن تعيينات أمنية جديدة، فتؤكد المصادر المطلعة أنّ «قيادة الجيش، قائداً وضباطاً وأفراداً، ملتزمون بقرار السلطة الرسمية ويمارسون مهامهم تحت غطائها، والجيش لا علاقة له بأيّ كلام، فلا انقلاب في البلد وبالتالي لا حركة غير عادية، بل هناك رئيس يُنتخب وإذا قرّر تعيين سلطة جديدة من خلال مجلس الوزراء والمراجع المختصة، سيلتزم الجيش بالسلطة السياسية وهي صاحبة القرار، وبالتالي كلّ الكلام واللغط الدائر عن أسماء تُرمى من هنا وهناك لقيادة الجيش لا تعني هذا الأخير، بل إنه حتى تعيين القيادة الجديدة سيبقى الجيش تحت إمرة تلك الحالية، وعندها تُسلّم الراية كالعادة، والجيش لا يتأثر بأيّ تسريبات بشأن التعيينات الجديدة».

وهذا الموضوع يؤكد على ما كانت تقوله قيادة الجيش أنّ هذا الأخير يقوم بواجباته من دون التدخل في السياسة، ملتزماً بوظيفته الأمنية.

لهذا يدعو المصدر الأمني المواطنين الى «عدم الخوف بل أن يمارسوا أعمالهم بشكلٍ طبيعي»، لافتاً الى أنّ «الاحتياط واجب، وكلّ الإجراءات اتُخذت إلّا أنّ الإختراق محتمل في أيّ لحظة، وعلى الأجهزة الأمنية تسكير أيّ منفذ قد تدخل منه جماعات إرهابية أو أجهزة استخبارية لقلب المعادلات».