ماذا سرّب الحريري إلى عون؟
اتفاق على «التشاور المسبق» بين «حزب الله» و«التيار»
لا يوفر فريق «14 آذار» فرصة لمنع رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون من تحقيق أهدافه، على قاعدة «سنفعل كل شيء حتى لا يحقق عون مكاسب سياسية وإدارية». إلا أن هناك من يؤكد أن «العقلاء» لن يسمحوا بتطور الأمور، في أي ملف مطروح، إلى حد الأزمة السياسية في البلاد، واللقاء الاخير الذي جمع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مع العماد عون لم يكن بعيدا عن هذا التوجه.
تقول أوساط قريبة من الحليفين إن «السيد نصرالله أفاض، خلال لقائه عون، في شرح الوضع اليمني والسوري، في ضوء الهواجس لدى قوى في 8 آذار، وهذا الشق استحوذ الحيز الكبير من النقاش، كما العادة، بينما استحوذ الشق الداخلي على مساحة صغيرة، لان السيد يقبض على الموضوع الاقليمي بكل دقائقه. وطمأن عون إلى أن الحزب غير مستعد للتنازل في الموضوع الداخلي، ربطاً بما يقال عن أن عاصفة الحزم ستصل الى سوريا، مشيراً إلى أنها غير قادرة أصلا على الدخول براً الى اليمن، وبالتالي، فإن أي تنازل وفق معادلة كهذه غير وارد على الاطلاق».
وفي الموضوع الرئاسي، توضح الاوساط أن نصرالله جدد التأكيد لعون أنه مرشح الحزب «وهذا قرار وقناعة لا تبديل فيهما». أما في موضوع قيادة الجيش، فلم يعارض نصر الله رغبة عون بتعيين شامل روكز في هذا الموقع. لكن نصرالله سجل ملاحظة حول الاستعجال بأخذ موقف مسبق تجاه الموضوع، قبل استكمال الاتصالات بشأنه، فالحريري لم يقدم جوابه لعون، بعدما بادر إلى طرح الأمر معه، كما أن عون لم يستكمل اتصالاته مع القوى الاخرى مثل الرئيس نبيه بري المعني مباشرة بالموضوع والذي لا تنجز الامور من دونه. وعليه، تقول الأوساط إن الخطوة التي سيقدم عون عليها، مهما كانت، ستحظى بتأييد حزب الله. لكن اتفاقاً جرى على التشاور الثنائي المسبق ومع الحلفاء لوضع المعطيات على الطاولة. بمعنى أن أي خطوة يتخذها عون، سيكملها «حزب الله» معه وسيدعمه، لكن الامر يحتاج الى تشاور وتنسيق قبل اتخاذ القرار.
وفي السياق نفسه، يقول مصدر قيادي في «8 آذار» إنه عندما ينتهي عون من اتصالاته مع الحريري، فإن الامتحان يكون في مجلس الوزراء، بحيث تتوضح حقيقة الوعود والتعهدات، علما ان الجنرال يبدي الكثير من الانزعاج من تعاطي الحريري معه، بدءاً من تعامله مع ملف رئاسة الجمهورية، وصولاً إلى موضوع قيادة الجيش، حيث عرض الحريري معادلة شامل روكز وعماد عثمان، لكن عندما ذهبت الامور الى التنفيذ العملي علم عون ان الامر غير جدي من الاساس.
يشير المصدر الى ان «عون يرتاح للعلاقة مع حزب الله لانها تتصف بالوضوح، اي اما نعم واما لا، ولا يوجد ربما، وهذا الوضوح ضروري جدا في ظل وجود نفس داخل التيار الوطني الحر يقول ماذا فعل لنا حزب الله في الرئاسة والحكومة والتعيينات؟».
يكشف المصدر أنه وصل مؤخراً من تسريب من قبل الحريري إلى عون مفاده أنه «لا تجتمع رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والنفط (أي وزارة الطاقة) في بيت واحد». وقد تركت هذه المعادلة التي يطرحها الحريري قناعة لدى عون أن زعيم «المستقبل» يتملص من التزاماته معه، وستكون لذلك تداعيات لاحقة على العلاقة بين الرجلين.