لا يمر يوم واحد إلاّ يحدث ما يذكرنا بالمغفور له الرئيس الشهيد رفيق الحريري… من المطار، الى السوليدير، الى المدينة الرياضية، الى الاوتوسترادات(…)
مهما تحدثنا عن إنجازات وأعمال رفيق الحريري نبقى مقصرين بأن نفيه حقه.
كنت في الكويت منذ أيام… أحد أصدقائي اللبنانيين عرّفني الى قريب له يعمل هناك في شركة اتصالات وروى لي قصة هذا الشاب، وخلاصتها أنّ صديقي اللبناني له ابنة عمة كانت في الجامعة وأهلها خصّصوا لها سيارة مع سائق خاص ليقلّها ذهاباً وإياباً الى فصول الدراسة.
بعد فترة اكتشف الأهل أنّ ابنتهم وقعت في غرام السائق، وهي ترغب بالزواج منه، فرفضوا بقوة وحاولوا إبعادها عنه، ولكن عبثاً… فما كان من السائق والفتاة إلاّ أن اتفقا على الزواج، وبالفعل عقدا قرانهما «خطيفة» من دون رضى الأهل… وحالتهما «على قدهما» كما يُقال… ورزقهما الله أولاداً، أحدهم أنجز دراسته الثانوية ويرغب بإكمال الدراسة الجامعية، وليست لديه الإمكانات لذلك.
صديقي قصد الرئيس رفيق الحريري رحمات الله عليه… فكان أن انتسب الشاب الى الجامعة الاميركية في بيروت…
تخرّج من الجامعة وراح يبحث عن عمل في ظروف لبنان الصعبة من حيث إيجاد الوظائف الملائمة لخريجي الجامعات…
فعاد الى صديقي الذي هو ابن ابنة عمته وتربطه علاقة بصلاح أبو رعد الذي كان مدير عام شركة «سيليس» للإتصالات الفرنسية.
بداية تهرّب أبو رعد بدعوى عدم توافر الأماكن الشاغرة، ولكن بعد إلحاح صديقي وافق على استقباله، وبعدما التقاه لنصف ساعة اتصل أبو رعد بصديقي وقاله له: إذا كان لديك مئة شخص من أمثاله فأرسلهم إلي.
وهكذا وفّق الشاب بالدخول الى «سيليس»، وبعد إلغاء العقد مع هذه الشركة (وهذا من «إنجازات» اميل لحود) احتفظت الشركة ببعض الموظفين، وكان الشاب من بينهم، فنقلته الى الكويت، حيث يتقاضى مرتباً شهرياً مقداره 34 ألف دولار إضافة الى «بونيس» كبير سنوياً، وطلب الى والده أن يتوقف عن عمله كسائق.
نروي هذه القصة لنقول إنّ رفيق الحريري ترك أهم إرث للبنانيين انّه وفّر العلم والتخصص العالي لـ35 ألف شاب وشابة لبنانيين، أي الى 35 ألف عائلة…
هذا واحد من إنجازات الرئيس الشهيد التي ستظل تشهد له ما دام في هذه الدنيا وفاء.