IMLebanon

ما أضيَق العيش…

صحيح أنّ توقيت كلام السيّد حسن نصرالله قبل بدء جلسات الحوار الموسّع في عين التينة يثير الجدل… وكأنه يريد أن يقول إنّه كلما اقترب أي بصيص نور لحلٍ ما للمشاكل المعقدة والتي يحاول الرئيس نبيه بري أن يخترع لها الحلول، يريدون بشكل أو بآخر تعطيل أي حوار وبالتالي أي حل للمشاكل، واستطراداً تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم إعادة تكوين الدولة والمؤسسات.

لا نعلم ماذا يفيد لبنان التهجّم على المملكة العربية السعودية؟ وماذا يستفيد اللبنانيون الذين يعملون في دول الخليج العربي وبالذات في المملكة العربية السعودية من كلام نصرالله؟!.

ألا يكفي ما يعانيه اللبنانيون من الوضع الاقتصادي إن كان في لبنان أو في البلدان العربية؟

ألا يكفي اللبنانيين، منذ أن أسقطت حكومة سعد الحريري كيف هبط الناتج القومي من 9  في المئة الى صفر في المئة؟

ألا يكفي اللبنانيين أنهم منذ أكثر من سنة ونصف السنة عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية، بالرغم من الذرائع الواهية التي يخترعها «حزب الله» وحلفاؤه، حيناً بالإجماع وحيناً بعدم النزول الى مجلس النواب… وهذه الذرائع لا يقبلها عقل ولا تركب على قوس قزح؟!.

ألا يكفي اللبنانيين أنّ المورد الرئيسي والأهم، الذي هو السياحة، معطل منذ تدخل «حزب الله» في سوريا ومواصلة حملاته على الخليجيين وبالذات على المملكة العربية السعودية؟!.

أمام هذا الواقع المؤلم لا يزال هناك بعض الزعامات الوطنية التي سوف تتحدّى كل هذه المصاعب والعراقيل، لأنها مصرّة على انتخاب رئيس وسط الفراغ الرئاسي تمهيداً لإعادة تكوين الدولة.

لقد أصبح واضحاً… لا بل هناك اقتناع راسخ بأنّ «حزب الله» لا يريد أن يأتي رئيس للجمهورية ليسألهم: ماذا تفعلون في سوريا؟

إنهم لا يريدون رئيساً للجمهورية يعود الى مضمون «إعلان بعبدا»، ويطالبهم بالإلتزام به.

وبالرغم من هذه الصعوبات كلها ما زلنا نأمل بأنّ طاولة الحوار يمكن أن تسفر عن شيء إذا بقي هناك إصرار من بعض الزعامات التي عوّدتنا أن تضحي بالغالي والنفيس من أجل مصلحة لبنان.