IMLebanon

ما دخل الفرس في شؤون العراق العربي؟

لا يمر يوم، منذ سنوات وحتى الساعة، من دون أن يتحفنا الجانب الايراني بموقف أو تصريح أو بيان جديد يدل، مباشرة ومن دون أي مواربة، على أنّ النظام القائم في طهران ينظر الى بعض بلدان هذه المنطقة وكأنها أقاليم تابعة للامبراطورية الفارسية، وأصلاً هذا ليس تخميناً أو مجرّد ظنون، إنما هو تحصيل حاصل لإعلان الجانب الايراني، على أرفع المستويات، أن سلطانه يمتد الى العراق وسوريا ولبنان واليمن.

أمس بالذات تناولنا في هذه الزاوية زيارة علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني… وتساءَلنا عمّا يريد منا ولنا؟ ولماذا هذا الإقبال الايراني على لبنان؟ ولماذا التدخل في شؤونه الداخلية، في وقت يزعم الزوار الايرانيون الكبار انهم ينأون بأنفسهم عنّا؟!

أمس كان لافتاً أنّ قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني عاد الى العراق وحضر الى النجف ثم الى كربلاء ومن ثم عقد سلسلة اجتماعات بسياسيين شيعة وقادة في الحشد الشعبي(…).

وعلى ذمة برلماني عراقي فإنّ «سليماني وصل الى حدود محافظة نينوى لغرض الاطلاع على الأوضاع هناك، ودراسة احتمالات معركة تحرير الموصل»،  مشيراً الى أنّ «سليماني كان قد دخل الاراضي العراقية من خلال معبر المنذرية، الفاصل بين الحدود العراقية الايرانية من جهة محافظة ديالى شرق العراق، وتوجه مباشرة مع عدد من مرافقيه وحماياته الى كركوك، وصولاً الى حدود محافظة نينوى من دون المرور ببغداد».

وأكد البرلماني المنحدر من ديالى، عضو كتلة اتحاد القوى التي يتزعمها اسامة النجيفي، الذي فضل عدم نشر اسمه، وجود سليماني في العراق بقوله «إنّ ضابطاً عراقياً في معبر المنذرية ابلغني بأن سليماني ومرافقيه دخلوا الاراضي العراقية بسيارات رباعية الدفع، تحمل لوحات إيرانية، ومن دون أن يبرزوا جوازات سفرهم كالعادة، وإنّ الضابط اتصل بالجهات الامنية المعنية، فأبلغوه بأن الجنرال الايراني مسموح له بالدخول للاراضي العراقية بلا جواز سفر، كونه مستشاراً لدى الحكومة العراقية».

هكذا بكل بساطة، وهذا الدليل الأكثر وقاحة على امتهان كرامة الشعب العراقي الأبيّ وانتهاك سيادته على أرضه، أمّا التلطي بكونه مستشاراً لدى حكومة بغداد فهو عذر أقبح من ذنب، وهل المستشار معفى من الخضوع للتدابير القانونية؟

يقول قاسم سليماني إنّه يريد أن يحرّر الموصل… جميل! ولكن ما دخل هذا الدخيل في شؤون العراق الداخلية، هذا البلد العربي الاصيل والعريق؟ وما دخل الفرس في أموره؟

وممّن سيحرّر الموصل؟ الجواب معروف: من «داعش»، ولكن هل يجهل أحدٌ أن ايران والولايات المتحدة الاميركية مسؤولتان عن قيام «داعش» وتعزيز وجوده؟

فعلاً اننا في زمن العجائب والغرائب و… المهازل.

عوني الكعكي