Site icon IMLebanon

ماذا تُخطط «8 اَذار» لعرسال والتعيينات؟

تَطرح مسألة جرود عرسال نفسها بقوّة على الواقع السياسي المحلّي، وكذلك على الوضع الحكومي المحفوف بالخطر إذا لم يتمّ التفاهم على مَخرج سياسي وعسكري لكلّ موضوع «عرسال»، وكذلك البتّ في التعيينات الأمنية والعسكرية.

تقول أوساط مطّلعة في قوى «8 آذار»، إنّ تيار «المستقبل» هو الطرف السياسي الوحيد القادر على حلّ المشكلتين من دون الوصول الى تفجير الحكومة، ووضع النظام السياسي على طاولة البحث. «حزب الله» جاد في طرح موضوع عرسال وجرودها، ولن يقبل بأقلّ من دخول الجيش بقوة وفاعلية الى البلدة وجرودها وصولاً إلى الانتهاء من ملف المسلّحين على الحدود.

و«التيار الوطني الحر» جاد في التعيينات، ولن يقبل بأقلّ من التعيين أو تكليف الرتبة الأقدم عند الموارنة بقيادة الجيش. وعليه أمام الرئيس سعد الحريري جملة من الخيارات في هذين الملفين ولكنّها تفضي الى التجاوب مع مطلبَي الحزب والعماد ميشال عون».

وتضيف الاوساط عينها: «المنطق يقضي بموافقة «المستقبل» على مطالب ومساعي الطرفين لوضع حدٍّ للحال الشاذة والمقلقة على الحدود، وكذلك الامر بالنسبة لتأمين الاستمرار في قيادة المؤسسات الامنية والعسكرية، فالبديل عن دعم الجيش في «معركة استعادة عرسال»، وعن التفاهم على المراكز الامنية والعسكرية سيكون صعباً ويضع البلد أمام اختبارات حقيقية».

في ملف التعيينات، تتوقع الاوساط لجوء «التيار الوطني الحر» والحلفاء الى خطوات تصعيدية، سياسياً وشعبياً. وفي ظلّ النزف المسيحي الذي يعانيه الشرق، لا بدّ من إشعار المسيحيين اللبنانيين بالشراكة الكاملة والقدرة على التأثير المباشر في صناعة القرار السياسي.

وهذه النزعة تتعزّز في الاوساط العونية بذريعة رفض تيار «المستقبل» وصول رئيس مسيحي قوي الى سدّة الرئاسة. وقد تبدأ القضية بملف التعيينات الامنية والعسكرية، وتنسحب على كلّ النظام السياسي الذي يعاني شللاً وضموراً وحالاً مستشرية من الاهتراء.

أما في موضوع عرسال، فترى الاوساط عينها أنّ هذا الملف أمام احتمالات ثلاثة:

1 – أن تكلّف الحكومة الجيش والقوى الامنية بمهمة تحرير عرسال والجرود من المسلحين.

2 – أن يتعاون الجيش مع المقاومة في عملية عسكرية تُحكم الاطباق على المسلحين بحيث يعمل الجيش انطلاقاً من البلدة وتعمل المقاومة انطلاقاً من الجرود.

3 – أن يقوم «حزب الله» بالتعاون مع الاحزاب والقوى الوطنية داخل عرسال بعملية عسكرية بين البلدة وجردها.

وتضيف الاوساط: «حزب الله يفضل قيام الجيش والاجهزة الامنية بواجباتهما في المنطقة، وذلك تجنّباً لأيّ حساسيات قد يثيرها خصومه في الداخل. وهو مستعدّ للدخول في الخيار الثاني أيْ التعاون مع الجيش، وإذا وصلت الامور الى حائط مسدود فإنّ احتمال قيام الحزب والحلفاء من الحزب القومي وحزب البعث والقوى الوطنية داخل البلدة».

وتجزم الاوساط بوقوع «معركة عرسال»، وبوجود قرار عند «حزب الله» بالانتهاء من هذا الملف على الحدود لمزيد من التحصين لمنطقة بعلبك – الهرمل، ولكلّ الحدود اللبنانية – السورية.

وتختم بالقول: التساؤل الذي ينبغي أن يُطرح: لماذا تأخّر «حزب الله» في هذه المعركة؟ وهل تكفي الخطوات التي قام بها في جرود القلمون لحماية لبنان؟ المخاطر أكبر من أن يتصوّرها البعض. وللأسف هناك قوى سياسية دأبت على التهوين من الامر لأسباب سياسية معروفة.

والنتيجة أنّ عرسال ومنذ العام 2011 محتلة من مجموعات اجنبية في غالبيتها، وشكلت وتشكّل مصدر قلق وعدم استقرار أمني في بعلبك والهرمل وأصبح لزاماً الانتهاء من هذا القلق. ومسألة التهويل بالفتنة المذهبية لن تكون مطروحة لأنّ في عرسال ومن بين أهلها مَن سيتصدّر المعركة ويكون رأس حربتها.