ما ان مرت ساعات على الرسالة التحذيرية غير المسبوقة التي وجهها قائد سلاح الجو الاسرائيلي، الجنرال امير ايشل، بالحاق دمار واسع جدا بالساحة اللبنانية، عبر ضرب آلاف الاهداف في اقل من 24 ساعة، اذا ما جر حزب الله اسرائيل الى مواجهة عسكرية واسعة، حتى اغارت الطائرات الاسرائيلية على مخازن لحزب الله داخل قواعد عسكرية للجيش السوري في منطقة القلمون، التي تحمل رمزية خاصة في تلك المرحلة نظرا للمعارك التي تشهدها بين المعارضة والنظام وحلفائه من جهة، ولارتباطها بمثلث العمليات الذي تشهده الجبهة الجنوبية امتدادا الى درعا وصولا الى القنيطرة، مع سعي اسرائيل لوقف تقدم القوات النظامية وتحويل تلك الرقعة الى بقعة استنزاف، لتستتبع بعد اقل من اربع وعشرين ساعة بغارة اخرى في الجولان استهدفت احدى المجموعات المسلحة.
صحيفة «يديعوت أحرونوت» ذكرت أن الغارة نفذت مع تقدم مجموعة قرب منطقة «جبل دوف» في الجولان المحتل، لجهة مدينة مجدل شمس السورية، بعدما رصدت دورية إسرائيلية محاولة المجموعة زرع عبوة قرب «قاعدة مهجورة» للجيش الإسرائيلي خارج السياج الأمني في المنطقة العازلة بين اسرائيل ولبنان، فيما اشارت التقارير الاسرائيلية الى ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مقاتلين في الجولان اثناء قيامهم بزرع عبوة ناسفة تستهدف الجيش الاسرائيلي عند الشريط الحدودي مع اسرائيل لم تستهدف عناصر حزب الله مباشرة، انما مجموعة سورية مؤلفة من 4 اشخاص من قريتي مجدل شمس وحضر، منتسبين الى المقاومة السورية التي باشر حزب الله تنظيمها وتدريبها في الجولان، واضعة عملية زرع العبوة في اطار الرد السريع على غارات القلمون قبل ساعات، عملا بتهديدات الامين العام للحزب الذي اكد الرد على اي عمل او اعتداء.
وفي معرض رده على ان الغارات جاءت دعما للمعارضة السورية، كتب المعلق العسكري لصحيفة «يديعوت احرونوت» أليكس فيشمان أنه في كل مرة ينسب فيها لسلاح الجو الهجوم على منشآت للجيش السوري، يزعم بأنه يساعد الجهات المعارضة وبخاصة «جبهة النصرة» و«داعش»، ما قد يبدو صحيحا اذا ما قيس الامر على انه لا توجد أعمال عسكرية حيادية في سوريا، مؤكدا إن قصف المنشآت السورية نهاية الأسبوع كفيل بالتأثير بالقتال في منطقة القلمون.
في المقابل رأى المعلق العسكري لموقع «والاه» الإخباري أمير بوحبوط أن الغارات على سوريا تضع على المحك صراع إسرائيل مع حزب الله، موضحا أن الاستراتيجية الإسرائيلية ضد الحزب بنيت، بعد حرب2006 على مفهوم الردع، ثم على رسم خطوط حمراء، وشن غارات ضد قوافل أسلحة إستراتيجية من سوريا إلى لبنان. فيما أشار المعلق العسكري لـ «هآرتس» عاموس هارئيل إلى أن الغارات على سوريا جاءت بعد تصريحات لمسؤولين إسرائيليين حذروا فيها من تسلح حزب الله، موضحا أنه بعد لوزان صارت إسرائيل تركز على إمدادات السلاح الإيرانية إلى «حزب الله» عبر سوريا، وبلغ الأمر بمسؤولين إسرائيليين كبار اعتبار تسليح الحزب «المسألة الأشد إلحاحاً وحرجاً لدى إسرائيل».
هذا التحرك الاسرائيلي الاخير تزامن مع تأكيد الاستخبارات الاسرائيلية فشل خطة حزب الله وايران التي عهد الى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني تنفيذها لحماية نظام الأسد وتأمين استعادته مناطق في جنوب سوريا.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الاثنين، عن تقاريراستخبارية إسرائيلية إن المفاجأة تمثلت في نجاح قوات المعارضة السورية في صد الهجوم بسهولة في مقابل وهن واضح اصاب جبهة النظام وحلفائه انعكس بشكل واضح على الاداء الميداني في مختلف ساحات المواجهات، مع وصول قوات المعارضة واحكام سيطرتها على اكثر من منطقة وبخاصة في محيط العاصمة دمشق التي اصبحت نحت مرمى صواريخ المعارضة، مشيرة الى ان اخطر ما قد تشهده الايام القادمة هو تمكن الثوار من السيطرة على مطار دمشق الدولي، الذي يقومون بقصفه بين الحين والآخر، او قطع الطريق الذي يربط لبنان بسوريا لضمان تدفق الدعم العسكري من حزب الله، خاصة بعد فقدان النظام كامل المعابر الحدودية مع العراق وتركيا والاردن اضافة الى القنيطرة.
من جهته نقل موقع صحيفة «هآرتس» عن مصدر عسكري اسرائيلي قوله، إن الوتيرة العالية للتحولات المتلاحقة المتصلة بتطورات المنطقة، من العراق شرقا الى ليبيا غربا، تشكل عبئاً على الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية وتجعلها عاجزة عن تقديم تقديرات استراتيجية دقيقة لدوائر صنع القرار في تل أبيب.