نقاط خمس صرح بها وزير خارجية أميركا ريكس تيلرسون حول الوضع في سوريا “تضع بشكل رسمي نهاية لوجهة النظر الاميركية الخاطئة التي تبناها الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان يظن أنّ إيران ستهدئ الوضع في سوريا إذا توصلت الى الاتفاق النووي” (على حد قول صحيفة نيويورك تايمز)…
الى ذلك، وضع الوزير الاميركي أهدافاً خمسة سردها في تصريحاته بشأن السياسة الاميركية إزاء سوريا وهي: القضاء على “داعش” و”القاعدة”؛ والخروج بسوريا ما بعد الأسد مستقرة وموحّدة ومستقلة؛ وتقليص النفوذ الايراني في سوريا؛ وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والمشرّدين داخلياً الى ديارهم؛ وإخلاء سوريا من اسلحة الدمار الشامل…
وفي تقدير المراقبين والمحللين الدوليين انّ الأهداف الخمسة “مترابطة وذات قاسم مشترك هو تعذّر تحقيق أي منها طالما كان لعائلة الأسد وحاشيتها دور تضطلع به في سوريا”.
والواقع أنه لا يمر يوم إلاّ وتسجّل مجزرة في سوريا: واحدة ترتكبها إسرائيل، وثانية ترتكبها روسيا، وثالثة ترتكبها إيران، ورابعة ترتكبها تركيا وخامسة يرتكبها التحالف الدولي… والباقي من المجازر يتولاه بشار!
والسؤال: أين إنسانية العالم وأين الضمير العالمي؟
جيوش العالم كلها في سوريا: الجيش الأميركي، الروسي، التركي، الايراني، “حزب الله”، الأكراد، الميليشيات الشيعية، والأسوأ من الجميع “داعش”…
كل ما هو يجري في سوريا اليوم هدفه أن يبقى بشار على كرسيه؟ ولكن أي كرسي؟
الكرسي الاميركي؟
الكرسي الروسي؟
الكرسي الايراني؟
ولو تذكرنا كيف استدعى بوتين رأس النظام بشار الأسد وحيداً الى موسكو، حتى من دون أي مرافق،
وكيف جاء الرئيس بوتين الى حميميم وزاره بشار في تلك القاعدة الروسية على الأراضي السورية بدلاً من أن يحل الرئيس الروسي في القصر الرئاسي في دمشق!
واليوم طائرات تغير، وطائرات تسقط… وتبادل رسائل بين الروسي والأميركي… وبين هذا التركي… وبين هذا الإيراني، وبين هؤلاء جميعاً والأكراد والميليشيات الأخرى…
والسؤال: هل إسقاط الطائرة يغيّر المعادلات في سوريا؟
أصلاً لم يعد هناك من سوريا… أمّا ما يجري فيها فهو صراع على أشلاء هذا البلد الذي كان في الماضي القريب بلداً منيعاً يحسب له الحساب.
وهل بقي شيء لم يدمّر في سوريا؟ وهل توقفت إسرائيل، حتى إسقاط الطائرة، عن عملياتها النوعية داخل سوريا حيث استهدفت قادة سوريين وإيرانيين ومن “حزب الله”، ودمرت مواقع؟ الخ…
وفي عود على بدء يلفتنا في كلام ريكس تيلرسون قوله: الوجود العسكري الاميركي باق في سوريا لمنع “تمدّد الأسد”، وهذا كلام حمّال أوجه… وأصلاً هل المطلوب أن يبقى الأسد حيث هو ومنع تمدّده أم المطلوب إنهاء دور هذا النظام لأنّ بقاءه يعني تفتيت سوريا والقضاء على آخر مقوماتها؟!.