IMLebanon

ماذا يفعل في بيروت؟

اللافت للإهتمام أنه لا يمر شهر واحد إلاّ ويزورنا في لبنان مسؤول إيراني كبير: وزير الخارجية محمد جواد ظريف وعلي لاريجاني رئيس مجلس الشورى، ونائب وزير الخارجية الايرانية الحالي، خصوصاً السابق أمير عبداللهيان الذي كان يحل بيننا في زيارة جديدة بين الزيارة والزيارة! وسواهم من المسؤولين الايرانيين.

واليوم يزورنا علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني.

السؤال: لماذا هذا الإقبال؟

وما هي أسبابه الموجبة؟

وما هي طبيعة العلاقة الثنائية؟

وهل يأتون للإطمئنان على استثماراتهم في لبنان (عبر «حزب الله») البالغة 70 مليار دولار؟

واللافت للإهتمام أيضاً أنّه في وقت صار للعالم العربي أسوأ العلاقات مع ايران بسبب مواقفها في اليمن والعراق وسوريا… أين مصلحة لبنان في هذه الاندفاعة الايرانية نحوه؟

صحيح أننا لا نتنكر للإنجاز العظيم الذي حققته إيران عبر مساعدة المقاومة في تحقيق التحرير سنة الــ2000، ولكن هذا لا يبرّر أن يحكمونا.

والغريب العجيب قول بروجردي رداً على سؤال عن الاستحقاق الرئاسي: نحن لا نتدخل في الشأن اللبناني الداخلي.

ولكن السيّد حسن نصرالله يقول إنّه جندي في ولاية الفقيه، ويضيف أنّ أمواله وسلاحه ورواتب الكوادر والعناصر من إيران…

ومع ذلك فإيران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وإذا كانت إيران لا علاقة لها بلبنان، فلماذا يتوجه الموفدون والوسطاء الفرنسيون الى طهران لمفاوضة المسؤولين الايرانيين في الشأن الرئاسي اللبناني؟!.

ولأنّ إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني نجد مجموعة من الحزبيين والسياسيين والمسؤولين الحاليين والسابقين يمجّدون إيران ليلاً ونهاراً!

في أي حال، إذا كانت إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي فلماذا يأتي هؤلاء الزوّار الايرانيون الكبار الى لبنان؟ وهل يأتون للسياحة؟

قد يكون بعض الكلام غير الصحيح يحمل وجوهاً عديدة، ولكن الكلام عن أنّ إيران لا تتدخل في لبنان لا يحمل إلاّ تفسيراً واحداً، وهو أنه مجافٍ للحقيقة!

فليس فقط أنّ إيران لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية تدخلاً مباشراً، ومنحازاً لجهة فريق ضد أفرقاء، وله آثار سلبية سيّئة كونه يدخل في إطار الكلام عن السيطرة الايرانية على عواصم البلدان الاربعة (سوريا والعراق واليمن ولبنان)… ليس هذا فقط بل على الأخص لأنّ التدخل الايراني أدّى ويؤدّي، حتى الآن على الأقل، الى منع اللبنانيين من انتخاب رئيس لجمهوريتهم، لأنّ حليف إيران الأوّل وممثلها في لبنان، «حزب الله» يرفض وحلفاؤه النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية… وذلك كله بأوامر إيرانية.