IMLebanon

ما بناه الطائف وما خربه؟!

 

فيما لم يخرج رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على مألوف الكلام المتعلق بعدم انعقاد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، فان خصمه في السباق الرئاسي لم يحرك ساكنا، كما انه لم يقل مثلا كيف انه مرشح للرئاسة من غير ان يضطر الى ان يحضر ونوابه الى مجلس النواب، ليس لانه يتقصد افقاد الجلسة نصابها، بل المزيد من انهاك من يريد جلسة مكتملة النصاب مثله مثل حليفه حزب الله، وفي الحالين لم ولن تعقد جلسة في المستقبل المنظور تكفل انتخاب رئيس للجمهورية من دون التوقف عند الاعتبارات السياسية ليس الا؟!

واللافت ان جعجع قد اعلن صراحة انه سيستمر في عقد ندوات  صحافية عقب كل جلسة، باعتبار ان موقع الرئاسة الاولى له رمزيته، مهما اختلفت تصرفات الاخرين حياله، وهذا الكلام موجه الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون وكل من يماشيه في تضييع الوقت الرامي الى عدم انتخاب رئيس والا فان رد الفعل لم يأت متساويا من جانب الرابية؟!

وفي سياق الدرس السياسي لم ينس جعجع ما حققه من تقارب بين القوات والتيار الوطني بالنسبة الى ورقة النيات وتأكيد جعجع انه مستمر في مساعيه حتى النهاية لاسيما ان النتائج التي تحققت ليست بقليلة ولو انه (جعجع) لم يتوصل الى الان الى نتائج  حيال ملف الرئاسة الاولى (…)

وتساءل «لماذا جرد موقع رئاسة الجمهورية من صلاحياته بعد اتفاق الطائف»؟ فيما يفهم الجميع الى ان التعطيل الذي نشهده ما هو الا دليل قاطع على اهمية هذا الموقع الذي يبقى الاول في الدولة اللبنانية (…) كما استغرب ما يقال عن ان عدم اتفاق المسيحيين هو ما يمنع انتخاب الرئيس، واعاد التذكير بأن السنة لم يكونوا متفقين قبل ثلاث سنين على رئيس للحكومة، لكن الاستشارات استمرت وتمت تسمية الرئيس نجيب ميقاتي (…)

الذين من غير رأي جعجع فانهم يقترحون ان المسيحيين اذا اتفقوا على انتخاب فهل سيشارك حزب الله في الجلسة، «بل يذهب الى ابعد من ذلك، حيث قد يشن حربا ويقوم بتمرد مسلح ليمنع هذا الانتخاب (…) واستدركا كلنا نتذكر كيف حصلت ثورة مسلحة في العام 2008 من اجل رئيس جهاز امن المطار فكيف بالحري من اجل رئاسة الجمهورية، فضلا عن ان الحزب قد ابلغ من يعنيهم الامر انه لن يقف على الحياد ولن يشارك في اية جلسة الا اذا كانت نتائجها معروفة سلفا (…).

هذه الخلاصة تستدعي سؤال جعجع عما يجعله مصرا على استمراره في انتخابات الرئاسة، من غير حاجة الى انتظار جواب منه، لان نظرته الى الامور تجعله مقتنعا بان من الضروري عدم ترك المناسبة والتخلي عن الرئاسة الاولى، وكأنه يرى في كل ما تقدم حالا استثنائية لا بد من كسرها؟!

وعن موضوع الجلسة التشريعة يقول جعجع ان المزاج المسيحي العام يعتبر انه لا يجوز التشريع في غياب رئيس الجمهورية «على شاكلة عدم التشريع في غياب الحكومة كما حصل في السابق يوم كنا من المؤيدين لهذا الموقف، لاسيما ان تشريع الضرورة «معناه وجود ضرورة قصوى تتعلق باعادة انتاج السلطة او بموضوع وطني كبير او بأمر اقتصادي وسياسي ملح».

في الخلاصة يرى جعجع ان حزب الله يعطل الرئاسة الاولى لادخالها في تسوية اقليمية، في الوقت الذي تنشط المساعي للبحث عن حلول لما هو جار في سوريا وفي العراق واليمن، حيث الامور بلغت حد تغيير الانظمة بما في ذلك تغيير جغرافيتها، بحسب اجماع المراقبين الذين يقولون ان سوريا لن تبقى موحدة وهكذا بالنسبة الى العراق واليمن، فيما المعروف عن الازمة اللبنانية انها قابلة للحل بمجرد جلوس حزب الله على طاولة التفاوض لحل الازمة الرئاسية؟!

اما موقف العماد عون من الازمة فانه عائد الى ما يريده حزب الله وليس العكس قياسا على كل ما كان يقال ويحكى عن مشروع ميثاقي جديد الا في حال تطورت الامور الى حد تمزيق اتفاق الطائف وصرف النظر عن كل ما بناه وما لم يبنه من هشاشة في الحكومة وصلت الى حد منع انتخاب رئيس للجمهورية؟!