IMLebanon

ما تعرفه واشنطن

 

الكلام الذي قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الأميركي عن مسؤولية بشار الأسد عن تنامي الإرهاب وتحويل سوريا الى مغناطيس جاذب لكل أنواع الارهابيين، وعن فقدانه أي شرعية…ومثله الكلام الذي أبلغه الرئيس الفرنسي هولاند لوفد الائتلاف السوري المعارض، يُفترض أن يُعيدا تصحيح انطباعات وقراءات وتمنيات أسدية ممانعة طفت في الآونة الأخيرة على السطح، وحاولت في جملتها أن تقول، إن الغريق في هذه النكبة ليس النظام ولا بقاياه وإنما المعارضة وغالبية السوريين.

وتلك في كل حال، تحليلات جديدة قديمة أساسها (المستمر) يبدأ من نكران وجود ثورة أصلاً، وينتهي الى اعتبار ما جرى على مدى السنوات الأربع الماضية حرباً على الإرهاب ومواجهة لمؤامرة عظيمة هدفها الأول منع بشار الاسد من تحرير القدس ومسح الإسرائيليين بالأرض!

في سياق هذا النكران وليس من خارجه، حاولت الماكينة الممانعة مرة أخرى، تشييد قلعة رملية على أعمدة من ملح، أحدها زيارة وفد البرلمانيين الفرنسيين الى دمشق، وقبلها ودائماً وحتى إشعار آخر، اقتراب لحظة توقيع الاتفاق الايراني والغربي على الموضوع النووي وبعض ملحقاته.

في الأولى، تولى هولاند شخصياً رمي كمشة ماء على عمود الملح الأول الخاص بزيارة البرلمانيين الى دمشق. فاستقبل وفد الائتلاف السوري المعارض وأحاطه بكل مظاهر التكريم الرئاسية وأبلغه بالحرف، انه يعتبره الممثل الشرعي للسوريين. وان صدقية الأسد في المشاركة بالحرب على الارهاب تساوي الصفر، وان لا دور له في مستقبل سوريا.

في الثانية، قال وزير الخارجية الأميركي من الرياض شيئاً جديداً عن احتمال الحاجة الى «ضغوط عسكرية» لإنهاء ما تبقى من سلطة الأسد، فيما كان الوزير سعود الفيصل واضحاً وحاسماً في تحميل تلك السلطة مسؤولية النكبة من أساسها، ثم تداعياتها، وخصوصاً الارهابية منها.. وتحميل إيران معها مسؤولية عدم الاستقرار في المنطقة برمّتها.

ومهم جداً ذلك الكلام، في هذه اللحظة وأمام الأميركيين وغيرهم. وهم على أي حال، وعلى ما قاله كيري بنفسه، لا يعتبرون الاتفاق النووي مع إيران تسليماً لها ولممارساتها في سوريا والعراق واليمن والى حد ما في لبنان.

.. صحيح ان وقائع الأرض في العراق وسوريا تعطي إشارات راهنة معاكسة لذلك الكلام، لكن الصحيح أيضاً، هو ان واشنطن المهمومة بأولويتي النووي الايراني والارهاب الداعشي، لا يمكنها بأي حال، القفز فوق، أو تجاهل، إرادة الغالبية العربية والاسلامية في المنطقة.

.. والمطمئن في المحصّلة المنطقية، هو انها تعرف ذلك تماماً!