IMLebanon

ماذا سيقول نصرالله في خطابه؟

ما الذي سيعلنه السيد حسن نصرالله في خطابه المنتظر بعد غد الجمعة؟

سؤال يطرحه اللبنانيون ويترقبون الإجابة عنه بفارغ الصبر، في ظل علامات استفهام حول طبيعة الخطاب ومضمونه والأجوبة التي سيقدمها.. وأهمها ما يتعلق برد «حزب الله» على العدوان الاسرائيلي في القنيطرة.

يتكتم الحزب بشدة على ما سيعلنه نصرالله، لكن «السفير» حاولت الاجابة عن تلك التساؤلات عبر بعض المتابعين لواقع تحرك المقاومة والأزمة التي تلف المنطقة.

يشير العميد الياس فرحات الى ان نصرالله لن يعلن مباشرة عن طبيعة الرد على الجريمة الاسرائيلية، كما أنه لن يعلن فتح جبهة الجولان ومزارع شبعا المحتلة، وهو قد يشير الى النية للمساعدة في بناء جبهة مقاومة للسوريين في الجولان.

هي في الواقع حرب استنزاف قد تلجأ اليها المقاومة، أو حرب استنزاف «متقطعة»، حسب فرحات، «تسلل.. إغارات.. عمليات»، شبيهة بالواقع الذي كان قائماً في الجنوب اللبناني، في الوقت الذي سيشابه دور قوات الأمم المتحدة في الجولان ذلك الذي كان قائما في الجنوب.

بالنسبة الى العميد الياس حنا، فإن خطاب نصرالله هو لشد العصب وتطمين الجمهور بعد خسارة كبيرة تمثل أيضا طابعاً شخصياً، تعرّض لها الحزب ونصرالله.

سيتناول نصرالله الموضوع السوري بشكل رئيسي، وقد يتناول المسرح السياسي اللبناني الداخلي، حسب حنا، وسيؤكد نصرالله ان «ليس بالإمكان الانتصار علينا في الميدان السوري»، وسيشدد على أن «النظام باق وصامد، وعلى ان الحل السياسي سيأتي بعد قهر الإرهاب..».

قد يلجأ نصرالله الى الحرب النفسية بوجه «إسرائيل»، ولا يستبعد حنا أن يأتي الرد على الغارة الاسرائيلية من لبنان عبر تنظيمات مجهولة، أو في قلب فلسطين، علما أن الحزب يتعرض للضغوط من قبل مناصريه لكي يرد على ما جرى، الامر الذي سيؤكده نصرالله، حسب حنا.

أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور هلال خشان، فيلفت النظر الى أن الهدف من أي عمل عسكري، هو سياسي، وليس العكس، وسيلجأ نصرالله الى الرد واستثماره في السياسة، علما أن نصرالله صادق في اعتباره أن الرد سيأتي في الزمان والمكان المناسبين، لكن هذا التعبير أصبح «كليشيه» بعدما استعمل كثيرا في الماضي.

ويشير الى ان نصرالله قد يعلن شمول جبهة الجولان بخياره الاستراتيجي، لكن هذا الامر سيأخذ وقتا، فهو لن ينقاد وراء الغرائز والعواطف عند القواعد، برغم حراجة الموقف اثر تصريحاته الأخيرة قبيل الغارة، من دون أن يعني ذلك ضعفا بوجه إسرائيل.

ويستبعد خشان أن يكون لبنان مشمولا برد «حزب الله» الذي يعمل في البيئة السياسية اللبنانية المعقدة، وثمة قيود لبنانية تحد من قدرته على التعاطي مع التطور الأخير انطلاقا من لبنان، ورده من لبنان سيعيد الى الأذهان ما حدث العام 2006. على أن نصرالله سيشرح لجمهوره البعد الاستراتيجي لما يحدث اليوم، وهو الواقع الذي يتخطى مسألة الغارة الاستراتيجية «وأحيانا يمثل عدم الرد ردا فعالا».

لكن هل من مصلحة لأحد بتصعيد الأمور نحو حرب شاملة في المنطقة؟

يشير خشان الى ان «حزب الله» وإسرائيل لا يريدان حربا شاملة في المنطقة، لكن الأخيرة تريد جر الحزب الى مواجهة عسكرية وتشنج في المنطقة قبيل الانتخابات الداخلية، كما انها تريد إيجاد تهديد خارجي كونها تخشى من قرب التوصل الى اتفاق نووي أميركي ـ إيراني. من هنا يريد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استدراج رد من «حزب الله» يخلط الأوراق في المنطقة ويدفع واشنطن الى الاصطفاف وراء الدولة العبرية.

وبينما يلفت خشان النظر الى أن إيران لا تود فتح جبهة اليوم، مثلما هي الحال بالنسبة الى النظام في سوريا الذي يقاتل في سبيل البقاء، وهو يعلم بأن بعض التكفيريين باتوا في ظل الحماية الاسرائيلية المباشرة وأي تعرض لهم سيجلب ردا إسرائيليا، يختم بالمثل الأميركي بأن «الانتقام يؤكل بصحن بارد»، ما يعني أن الحزب سيتروى ويفكر بأعصاب باردة، قبل اللجوء الى أي عمل.

ويتقاطع تحليل فرحات مع ما يذهب اليه خشان، اذ لا يعتقد بالنية الاسرائيلية في الدخول في حرب شاملة، كما انه يشارك خشان بالقول ان «حزب الله» لن يلجأ الى الرد عبر لبنان وخرق القرار 1701.

هنا ايضا، تتكامل وجهة نظر حنا مع ما ذهب اليه فرحات وخشان، اذ ان الحزب لن يفرّط بالعلاقة مع الدول الأوروبية المشكّلة للقوات الدولية على الحدود اللبنانية، كما ان الجبهة اللبنانية ستتهدد. وهو يشير الى ان تدخل «حزب الله» في سوريا قد منع الإرهاب من الوصول الى لبنان، «لكن الخطورة على المدى البعيد تتأتى من استنزاف الحزب في سوريا وسقوط صورته ورمزيته»… لكنّ لذلك حديثاً آخر..