يبدأ وزير الخارجية الايطالي باولو جانتيلوني مساء اليوم الاثنين زيارة للبنان تنتهي غدا الثلثاء وسط اجراءات أمنية استثنائية بعد تفجير تنظيم “داعش “مبنى قنصلية إيطاليا في القاهرة السبت الماضي.
وتأتي الزيارة بعد تعليق الحكومة جلساتها مدة اسبوعين نتيجة الصدام الذي جرى بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل حول صلاحيات خاصة برئيس الجمهورية. ماذا سيقول كل من الرئيس نبيه بري وسلام وباسيل للضيف الإيطالي لدى مقابلته لكل منهما اذا استفسر عن مرحلة ما بعد الصدام.؟ صحيح ان ما جرى شأن داخلي، لكنه لا يمنع من الاستفسار عنه وعن آثاره لانه تردد بشكل سيىء في بريطانيا بعد نشر صورة للنائب حكمت ديب في صحيفة ال “إندبندنت”عن تدافع
بالايدي مع عناصر من الجيش وفي إيطاليا التي هي عضو في “المجموعة الدولية لدعم لبنان”التي تضم ايضا اميركا، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وألمانيا. وكانت تلك “المجموعة “قد تشكلت في نيويورك قبل سنتين ومهمتها دعم الاستقرار السياسي والامني بتسليح الجيش اللبناني بما يحتاج اليه في هذه الظروف الخطيرة التي تعيشها سوريا منذ اربع سنوات وتداعياتها السلبية على لبنان، سواء لجهة تدفق الالاف من اللاجئين الى مناطقه او احتلال مقاتلين من “داعش “و”النصرة” مساحة من جرود عرسال المتاخمة للحدود الشرقية للبلاد مع سوريا.
هل يسمع جانتيلوني روايتين ومنطقين من المتصادمين الاثنين سلام وباسيل يوم غد الثلثاء، وهو الذي كان مطلعاً على ملف المحادثة الذي أعده له سفير بلاده لدى لبنان ماسيمو ماروتي عن الاوضاع في لبنان وحاجاته وفي الاولويات دعوة الافرقاء الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد شغور قصر بعبدا من رئيس اصيل منذ 415 يوما؟ وفي جدول محادثات رئيس الديبلوماسية الايطالية، كيفية مساعدة “المجموعة” للبنانيين من جراء تداعيات الازمة السورية على لبنان ومن ثم الارهاب، بعدما أصبحت المباني الدبلوماسية الايطالية في الدول العربية هدفا لـ”داعش”. وافاد مصدر ديبلوماسي ان محادثات جانتيلوني ستركز على مزيد من التنسيق الاستخباراتي بين روما وبيروت من اجل مكافحة الارهاب.
واشار ايضا الى ان جانتيلوني الذي استضافت بلاده اجتماعا منذ سنتين لـ”المجموعة “بحث خلاله في تسليح الجيش اللبناني، سيتطرق مع المسؤولين الى هذا الموضوع الأساسي وما تيسر من مساعدات لوجيستية ودورات تدريب لضباط وعسكر للجيش وعلى الاخص كل ما هو مطلوب لانهاء وجود التنظيمات الارهابية في جرود عرسال وفي وقت لم يوقف مسلحوها هجماتهم على مراكز للجيش منتشرة على الطرق التي تصل البلدة بالجرود ووفقا لمصادر أمنية ان تلك الهجمات ترمي الى احداث خروق على القرى المتاخمة سواء كانت مسيحية او شيعية، وقد برهنت القوى العسكرية عن جدارة في التصدي لتلك الهجمات التي ترمي الى إشعال فتن مذهبية وارتكاب مجازر ضد سكانها ينفذها عناصر “داعش” في كل من سوريا والعراق، ويفرضون نوعا من الأحكام التي كانت تعيشها بعض المجتمعات القديمة المتعصبة.
وافاد مصدر ديبلوماسي “النهار “شارك في تحضير ملف المحادثات ان جانتيلوني سيركز في محادثاته على ملف الارهاب الذي تتخوف إيطاليا من ان يمتد الى مصالحها ومؤسساتها في الداخل، سواء من لبنان او من ليبيا، وهي مستنفرة لمواجهة هذا الخطر الذي يعبر الحدود دون استئذان، وان الداعشيين برهنوا انهم قادرون على تنفيذ عمليات تفجير في ثلاث قارات كما حصل في المرة الاخيرة، واصابت واحدة منها مصنعا كيماويا في مدينة ليون الفرنسية.
ولم يعرف ما اذا كان المسؤول الايطالي سيزور الجنوب لتفقد كتيبة بلادة العاملة في “اليونيفيل”، وهي الأكبر عددا وتترأس قيادتها.