IMLebanon

«شو همّ جونيّة»  من «هرطقات» نعيم قاسم!

يبدو أنّ الشيخ نعيم قاسم لم يسمع بأبيات «شحرور الوادي: «يا جونيه لو ما تكوني/ قوت لكل المسكوني/ ما كان كل ما رفّ القلب/ بقولوا خربت جونيه»، وكأنّه لم ينظر مرّة إلى خارطة لبنان، وكأنّه لم يلحظ على هذه الخارطة الجوار التاريخي بين جونيّة وبيروت فجونية وبيروت توأما الخارطة جونيّة القلب وبيروت الرأس، و»بدّك ما تواخذنا يا شيخ نعيم … «شو همّ جونية من هدير بحورها» ومن «هرطقات» حواجز «داعش» في مدينة جونية!!

هل لاحظتم هذا الأسبوع أنّ التهديد تكرّر كثيراً لـ»جونية»، مرّة عبر «مانشيت» صحيفة على لسان البطريرك بأنه لولا حزب الله لكانت «داعش» في جونية، وعاد البطريرك ونفى مشمئزاً من أسلوب ما نُشر، ونظنّ أن صوته كان يجب أن يكون أعلى وأن يسمعه مسيحيّو لبنان، لأنّ بثّ الذّعر والرّعب في قلوبهم هو الهدف المنشود، وهذا ما أعاد تكراره بالأمس الشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله، فهذا التهديد لا يستطيع حسن نصرالله ان يُجاهر به على مسمع المسيحيين لذا ترك لنائبه ولصحفه هذه المهمّة اليائسة!!

لو لم يكن حزب الله محشورٌ حتى عظامه في «القلمون» وبعد هجمة «جرود بريتال»، لما دخل مباشرة أرض اللعب على وترِ إخافة المسيحيّين، الحزب محتاج لتحويل أنظار جمهوره وشعبه بعيداً عن القلمون وعن هجمة بريتال وعن أعداد قتلاه، فجّر عبوة في شبعا، وكانت أصداء الخوف منها في أوساط جمهوره أكبر بكثير مما توقّع، وضرورة خروجه من سوريا باتَت أزمة له، وحديثاً لصالونات وبيوت وقرى ودساكر جمهوره، ولما قرّر نقل «الذّعر» من «أرضه» إلى «أرض اللبنانيين المسيحيين»، هذه «لعبة» سمجة ومفضوحة تُشبه تلك التي أطلقها «أبو أياد» ـ رجل فتح الثاني ـ في  ربيع العام 1976: «طريق فلسطين تمر من جونية»، «كمان» مرّة ثانية، «بدّك ما تواخذنا يا شيخ نعيم»، و»طويلة على رقبة  تنظيم «داعش» وسواه» أن ينصب حواجزه في جونيّة، «كانت منظمة التحرير الفلسطينيّة أشطر»، فلا الميليشيات الفلسطينية، ولا جيش الاحتلال السوري، وهما أهمّ بكثير من تنظيم «داعش» صنيعة المخابرات السورية استطاعا أن ينالا من جونية!!

بشّرنا بالأمس وبـ»أسف» الشيخ نعيم أنّ «الأزمة طويلة لسنوات، ولا أفق لحل أي موضوع، وقضايا المنطقة متداخلة ومتشابكة ومعقدة، إذاً نحن أمام مشهد منطقة لا حلول فيها، أي أننا في مرحلة استنزاف وإضاعة وقت وانتظار»، «ايه انطروا، وعمَهِلْكُن»!! فهذا  الوقت الطويل للأزمة يجب أن يُقلق حزب الله وجمهوره «الذي يموت أبناؤه في سوريا»، فالحزب بات الآن يضع إعلانات على «لوحات الضاحية» عليها صورة أمينه العام حسن نصرالله ومكتوب عليها: «مطلوب شباب للذبّ عن حُرَمِ رسول الله»!! الوحيد الذي يُستنزف في هذه الحرب هو حزب الله والمجتمع الذي يُلقي بأبنائه في أتون صراعٍ على أي صيغة انتهى، فإنه سينتهي بخروج الأسد بشّار من سوريا، ومن اللعبة السياسيّة كلّها، وهذه الأزمة المفتوحة لسنوات تستنزف أيضاً إيران التي تنتهي مهلتها النووية في تشرين الثاني، فهل يظنّ «الشيخ نعيم» أنّ دول العالم ستمنح إيران مهلة سنوات، أو أنّ إيران ستستطيع الصمود خلال هذه السنوات؟!

»وبدّو ما يواخذنا الشيخ نعيم»، سنظلّ نطالب بـ»هرطقات» خروج حزب الله من سورية، وسنظلّ نُكذّب ادّعاءاته بأنّ ذهابه للقتال في سوريا حمى لبنان، وسنظلّ ندلّ على مغالطاته ومحاولات تضليله الرأي العام اللبناني بادّعاء أنّه «لولا حزب الله لأنجزت «داعش» إمارتها على الحدود الشرقية للبنان»، وسنظلّ نذكّره بـ»إمارة شاكر العبسي» التي أراد إنشاءها نظام بشار الأسد في الشمال، وبحزبه وأمينه العام الذي أعلنها خطّ أحمر، ولن «تفرق» كثيراً تغيير الوجهة من الشمال إلى الشرق، أما «موضة» تهديد «جونية» ليل نهار، فمصيره كمصير أبو أياد، الذي رحل «مطروداً» من بيروت، وبقيت جونية وما همّها من هدير بحورها!!