Site icon IMLebanon

ماذا يخبّئ بري وجنبلاط؟

انه زمن التحولات الكبرى والانقلابات في الموازين وفق الاوساط المواكبة للمجريات في وضعها لمشهدية معراب التي تعتبر معجزة في زمن ولت فيه الاعجايب، لم يصدق اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا الذين تسمروا امام الشاشات عيونهم كون ما حصل في اللقاء ما بين الرابية ومعراب كان يندرج في خانة المستحيلات وربما الفضل بذلك يعود الى براعة فارسي الظل النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي اللذين ادارا ببراعة مطلقة ملف العداء التاريخي بين العماد ميشال عون ورئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع ونجحا في محو ربع قرن من الصراع المسيحي – المسيحي من خلال انجاز ورقة «اعلان النوايا» ونقلها من الورق الى الواقع الميداني وكان من ابرز نتائجها تبني جعجع لترشيح عون الى رئاسة الجمهورية محدثا زلزالاً كثرت فيه الهزات الارتدادية على الساحة السياسية واطاحت بأوراق اللاعبين جميعا وحسابات الحلفاء والخصوم في آن.

وربما الاهم من دعم جعجع لعون، ان ما حصل اعاد المسيحيين الى وحدة افتقدوها، تؤكد الاوساط وكانت نتيجتها استباحة الاطراف لحقوقهم، فمرحلة ما بعد مشهدية معراب لن تكون كما قبلها، وربما ذلك قض مضجع اللاعبين على الحلبة وفي طليعتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي لا يكن وداً للمسيحيين ايام ضعفهم، فكيف الامر بعد تفاهمهم الى حدود الوحدة وما يعني ذلك في ميزان الحسابات الجنبلاطية من زاوية الربح والخسارة.

وتضيف الاوساط ان عقدة جنبلاط او عقده من المسيحيين عموما والموارنة خصوصا احدى الاحاجي العصية على الحل، وغالبا ما لجأ الى اطلاق نعوت تصل الى حدود الشتيمة لاقطابهم فهو وصف الوزير الراحل ايلي حبيقة ب«الوبش» واصيب بالرعب اثر عودة عون من منفاه الباريسي واصفا اياه ب«التسونامي» محذرامنه، وقد اعتبر مشهدية معراب ان التفاهم المسيحي خطر، وسارع بارسال وزير الصحة وائل ابو فاعور الى الرياض لاستطلاع الاوضاع تكريسا لتوبته بعدما اقفلت السعودية ابوابها في وجهه لفترة طويلة ولعل اللافت انه كان من اكثر المتحمسين لمبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية حيث أولم على شرفه في كليمنصو.

ولكن جنبلاط بعد معجزة معراب اعلن انه ماض في ترشيح النائب هنري حلو حيث ترى الاوساط ان موقف جنبلاط المستجد ليس غريباً وهو المعروف بزئبقيته وربما اراد من خلال ذلك فتح «بازار» لتأمين مصالحه التي ينزلها منزلة القداسة، وليس الامر جديداً في المواقف الجنبلاطية فهو يعمل بمنطق الدول اي «لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة انما مصلحة دائمة وهذا ما يفسّر محاولاته لتطبيع الامور مع تكفيريي «جبهة النصرة» وفتح قنوات معها ووصل به الامر الى دعوة الدروز لاداء فروض الصلوات معلناً انه سيعيد بناء جامع المختارة، اما علاقته مع دمشق التي مكنته من ان يكون اللاعب الاكبر ايام زمن الوصاية فسرعان ما انقلب عليها على خلفية اتهامها من قبله باغتيال والده الراحل كمال جنبلاط داعماً المعارضة ومنتظراً جثة عدوه على ضفة النهر».

وتشير الاوساط الى انه بالعودة الى مشهدية معراب وقيام جعجع بدعوة حلفائه لانتخاب الجنرال بموازاة الجولات المكوكية التي يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل في سبيل ذلك، فمن اللافت بمكان مسارعة وزير الخارجية القطري خالد العطية الى الاعلان: «ان قرار جعجع ترشيح عون حكيم» مؤكداً ان «جعجع اخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان» وهذا الموقف رسالة الى السعودية مفادها انها ليست اللاعب الاوحد على الساحة اللبنانية، بل هناك لاعبون خليجيون يدعمون وصول الجنرال الى الكرسي الاولى ولكن يبقى السؤال الكبير: ماذا يخبّئ الرئيس نبيه بري وهل ينسق طبخة ما مع جنبلاط؟