IMLebanon

ماذا يُخبّئ صمت «داعش» بعد إنجاز سجن رومية وأين سيكون ردّ «النصرة» بعد مجزرة جبل محسن

هل تستطيع واشنطن من خلال قيادتها للتحالف الدولي ضد الارهاب اقتلاع التنظيمات التكفيرية وسحقها في اماكن تواجدها بعد المجزرة التي ارتكبها الاخوان كواشي في باريس بهجومهم على صحيفة «شارلي ايبدو» بالتنسيق مع الارهابي كوليبالي الذي قتل اربعة من الرهائن في متجر يهودي بهدف تخفيف الحصار الامني الفرنسي على زميليه وكيف استطاعت زوجة الاخير حياة بومدين من الهرب الى سوريا عبر تركيا دون ان تعتقلها السلطات التركية ولماذا تبنت «القاعدة» في اليمن العملية في وقت اظهر فيه كوليبالي عبر شريط مصور مبايعته للبغدادي وهل الحرب ضد الارهاب جدية اميركيا ام انها مسألة تقطيع وقت لحين نضوج الحلول التي تخطط لها الادارة الاميركية بما يحفظ مصالحها لاعوام طويلة تستنزف من خلالها الاموال الخليجية بتدفيعها فواتير الحرب المذكورة وما هي الفواتير والاستحقاقات التي تترتب على الساحة المحلية التي باتت في قلب العاصفة.

الاوساط المراقبة للتطورات المتسارعة تقول ان الحرب ضد الارهاب ستطول كثيرا كون الادارة الاميركية غير مستعجلة لحسمها على الرغم من ارتداداتها على اوروبا فالضربة الاميركية الاولى ضد الارهاب وفق ما اعلنت واشنطن استهدفت «مجوعة خراسان» التي كانت تخطط لضرب اهداف داخل الولايات المتحدة الاميركية وهذه المجموعة وفق ما اعلنت الاستخبارات الاميركية تشكل فلولا قاعدية معاصرة لاسامة بن لادن انتقلت الى شمال سوريا اثر اندلاعة حروب العبث فيها ومن ثم اعلنت واشنطن الحرب على «داعش» بعدما هددت مصالحها من خلال سقوط معظم المناطق السنية في العراق واجتياح التكفيريين لمدينة الموصل.

ولعل اللافت وفق الاوساط نفسها ان واشنطن حيّدت «جبهة النصرة» ومشتقاتها من الفصائل التكفيرية لاسباب خفية علما ان جميعها تحمل نفس عقيدة «داعش» الا اذا كان المخطط الاميركي وفق وقائع الميدان يرمي الى اطالة الحرب في سوريا على قاعدة عدم اسقاط النظام وتحييده مع «النصرة» بالتوازي الى ان «ينضح السوريون بدمائهم» وفق مقولة هنري كيسينجر ابان حروب العبث اللبنانية «فالنصرة» وفق الرؤية الاميركية لم تتخط ما هو مرسوم لها في المنطقة بينما تخطى تنظيم الخلافة قواعد اللعبة المحددة سلفا من الاجهزة الاميركية والغربية.

وتضيف الاوساط ان العام الحالي سيكون من اصعب واقسى الاعوام على صعيد المنطقة وخصوصا الساحة المحلية وفق ما اعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يسجل له انجاز سجن رومية، والذي اطاح فيه بغرفة العمليات «لداعش» في فندق الخمس نجوم وفق توصيف الرئيس نبيه بري بعملية مباغتة لم يطلع المشنوق احدا على تفاصيلها سوى رئيس الحكومة تمام سلام كاشفا الكثير من الاسرار ففي الوقت التي تبث فيها «النصرة» العملية الارهابية في بعل محسن اكد وزير الداخلية ان الانتحاريين طه خيال وبلال مرعيان ينتميان الى «داعش» وان امر العمليات لهما جاء من خلف قضبان «المبنى ب» في سجن رومية ولعل من اللافت بمكان ان «داعش» التزم بالصمت حيال ما جرى بينما هددت «النصرة» بتصفية الرهائن لديها من المخطوفين العسكريين ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام والاسئلة حيال صمت «داعش» المريب وتجاه موقف «النصرة» علما ان الفصيلين التكفيريين لا يجمعهما ود وهما بصدد التصادم عسكريا حول النفوذ في جرود القلمون وعرسال.

وسألت الاوساط هل سيرد «داعش» على ما حصل في سجن رومية وكيف واين وهل سيكون ذلك من خلال عملية امنية ام عبر انتحاريين لا سيما وان المعلومات تشير الى وجود خلايا بدأ الفصيل التكفيري بايقاظها ولماذا لا تلجأ السلطة باتخاذ تدابير حيال بعض المفاتيح الداعشية من مشايخ يشرفون على غسل ادمغة بعض الشباب الذين غرّر بهم ويغرّر وفق والدة الانتحاري مرعيان والتي اشارت اليهم بالاصبع كما «بق البحصة» احد الشبان من آل خيال مسميا المسجد الذي يتموضع فيه هؤلاء وربما قد يكونون اخطر من سراج الدين زريقات مسؤول كتائب عبدالله عزام وخالد حبلص ولعله من المضحك – المبكي على الساحة ان يلجأ البعض للتضامن مع «شارلي ايبدو» بدلا من التضامن مع شهداء جبل محسن كون المجزرتين حصلتا بنفس الزمن مع فارق بسيط في التوقيت.