Site icon IMLebanon

ماذا بعد؟

السؤال الكبير اليوم: ماذا بعد الاتفاق الأميركي – الغربي مع إيران حول الملف النووي؟ ماذا سيتغيّر في المشهد السياسي عموماً؟

لا أريد أن أكون متشائماً ولكن بكل بساطة أستطيع القول إنّه لن يتغيّر شيء.

لماذا؟

أولاً- الحروب القائمة في العالم العربي اليوم والتي تغذيها إيران بالمال والسلاح والرجال، طبعاً بعد الاتفاق سيكون لديها إمكانات مالية أكبر وستبتاع المزيد من السلاح… ما يعني أنّ منهجية إيران لن تتبدّل، أي أنّ الحروب في سوريا، والعراق، واليمن ستبقى وستزداد شراسة.

ثانياً- أميركا وإسرائيل وبالرغم من الادعاءات والإيحاءات كلها تريدان لهذه الحروب أن تبقى، أميركا لكي تبيع السلاح وإسرائيل لإنهاء الجيوش العربية.

ثالثاً- أوروبا وروسيا سيكون لهما دور خصوصاً بالحصة من مبيع السلاح… وبالتالي مصلحتهما الإبقاء على هذه الحروب.

رابعاً- لو كانت واشنطن جادة لكانت من بداية الثورة السورية استفادت من إمكانات إنهاء النظام الذي كان يبحث عن مكان يهرب إليه، فجاءه الإنقاذ بلعبة تدمير السلاح الكيميائي، وهي الذريعة الكاذبة التي استعملوها لصرف الإهتمام عن مصير النظام الى مكان آخر.

خامساً- إسرائيل عملت مناحة: «هذا يوم أسود»(…) كبّرت الأمور وعظمتها بادعاء السلاح النووي الإيراني، ستبتز أميركا وتأخذ منها المساعدات المالية والعسكرية من دون حدود.

أما الخوف من الخطر الايراني فهذا كذبة كبيرة، ولو كان حقيقياً لكانت إسرائيل بمساعدة أميركية أنهت مصدر هذا الخطر.

ونذكر هنا كيف حلّت أزمة السفارة الاميركية في طهران فور وصول رونالد ريغان الى البيت الابيض لأنّه تعامل بحزم مع إيران موجّهاً إليها انذاراً على أساس تعهّده خلال خوضه معركة الرئاسة بأنّه سينهي حصار السفارة فور تسلمه مسؤولياته… وهكذا كان.