IMLebanon

متى تتعلم أميركا؟!

أيّدت 180 دولة قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية تكون عاصمتها القدس الشرقية، وبينها، بالطبع شبه إجماع من الدول الاوروبية التي منها «وعد بلفور» (الانكليزي) وبدت هذه الدول الاوروبية نادمة ساعية للتعويض بالموافقة على مشروع الدولة الفلسطينية.

ومنذ قيام إسرائيل في العام 1948 حتى اليوم لا تزال الولايات المتحدة الاميركية تدعم الاغتصاب الاسرائيلي لفلسطين من دون قيد أو شرط.

فما هذا الغباء الاميركي؟

نفهم أنّ واشنطن تعتبر إسرائيل الولاية الثالثة والخمسين… ولا نريد أن نناقش في منطلق هذا الإعتبار وكلفته الباهظة على المكلف الاميركي…

فقط نطرح سؤالاً بريئاً: ألم يرَ الاميركي الى أين أدّى تعنته هذا؟

ألم يرَ ما ترتب على هذا الدعم للإرهاب الصهيوني من قيام منظمات على نمط «القاعدة» و»النصرة» و»داعش»، و»جند الشام»، وعشرات التنظيمات المماثلة التي تروّع العالم؟!.

وهذه التنظيمات كلها، هل كان هناك أي تنظيم منها في الخمسينات من القرن الماضي؟

صحيح أنّ الدول العربية تدفع ثمن هذا التطرّف، ولكنه، كما أسلفنا، يصيب العالم كله بشكل أو بآخر.

وإذ أخذنا «داعش» على سبيل المثال لا الحصر لتبيّـن أنّ هذا التنظيم بدأ بفكرة من صدّام حسين لإخافة الأميركي، فاستحضر أبو بكر البغدادي من «القاعدة»، ووجهه ضد الاميركي، ومن ثم استخدمه بشار الأسد أيضاً للتهويل على الاميركيين…

واليوم أصبحت «داعش»، الدولة الاسلامية في العراق والشام، تسيطر على جغرافيا تكاد توازي نصف العراق مع نصف سوريا… وهي مساحة هائلة سيطر عليها التنظيم بسرعة مدهشة.

وقبلاً، كانت «القاعدة» في أفغانستان، إذ بعد «11 أيلول»، ولأوّل مرة في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية، تمت عملية تدمير البرجين بما يفوق الخيال السينمائي في أفلام جايمس بوند (العميل 007)… بعدها قرّرت واشنطن شن الحرب على «القاعدة»… فغزت أفغانستان، ثم غزت العراق… وماذا كانت النتيجة؟

دُفعت الى الانسحاب من دون أن تحقق أي هدف، والعكس صحيح: فقد صارت «طالبان» أقوى، وكذلك صار التطرّف القاعدي ومشتقاته أقوى أيضاً.

أمس نفى الاميركي أن يكون أرسل قوات برية لمقاتلة «داعش»… وهذا دليل خوف واضح.

ويبقى تحكيم العقل: انّ أمام الجميع فرصة تاريخية للتخلص من الإرهاب! والحل عملي وسريع إذا أخذوا به: حلّوا قضية فلسطين!

ولكن مع الأسف، الاميركي في مكان آخر… إنّه لا يزال يدعم سياسة القهر ضد الشعب الفلسطيني ويمنعه من حقه في قيام دولته على أرضه.