Site icon IMLebanon

عندما ينزل العونيون والقوات على الارض

على ما يبدو فان الاستحقاق الرئاسي لا يزال مجمداً ومغلفاً بأحجية كثيرة ولا يمكن لأحد تحقيق اختراق فيه او فك رموزه، هذا الواقع وازاء تصلب الداخل وتعقيداته جعلت التيار الوطني الحر لا يوفر سبيلاً او طريقاً ليسلكه بعدما ضاقت واستنفدت كل الخيارات فها هي الرابية تفكر بالنزول الى الشارع مرة اخرى بهدف واحد ومحدد، وعلى ما يبدو فان قرار الرابية لا التباس فيه ولا عودة عنه او رجوع الى الوراء وتحديد موعد الصفر له سيبدأ بعد انتهاء الاعياد المجيدة الا في حال طرأ تعديل على مجرى الاحداث، فزعيم الرابية يعتبر من الضرورة تجاوز الموقف الكلامي الى الفعل وضرورة استنهاض الشعب ووضع خطة عملانية لتغيير المعادلات وقلب المقاييس على الاقل في الملف الرئاسي، خصوصاً ان الحسابات العونية تظهر ان ميشال عون لم يعد لديه ما يخسره بعدما خاض معارك كثيرة في السياسة وجولات لم تفض الى بر الامان الرئاسي، فهو يسعى الى احداث تحولات في الملف الرئاسي مبقياً جدول الحسابات العونية مفتوحاً مع المستقبل والمختارة وعين التينة والمصيطبة وكل من تآمروا على رئاسة عون وحاولوا ليّ ذراعه الرئاسية واسقاطه بالضربة القاضية الرئاسية وحشره بالزاوية .

واذا كان قرار معراب لم يحسم فعلياً او يعلن بصورة رسمية على الاقل الا ان الايحاءات من معراب تدل على دعم ومؤازرة ميدانية من معراب لخطة الرابية، فتوجه رئيس القوات بات واضحاً بمساندة الجنرال في التحرك الذي سيحصل من باب الالتزام بتفاهم معراب خصوصاً ان التحرك يغلب عليه الطابع السلمي والحضاري وان سمير جعجع مصر على دعم حليفه الجديد واثبات حسن النوايا وما قطعه تفاهمها معاً للحلفاء والخصوم.

صحيح ان التيار والقوات سيتشاركان للمرة الاولى في خيار الشارع بعدما كانت القوات في الخندق الآخر، الا ان الجامع الوحيد في هذا الخيار اليوم هو ان الاثنان قررا انهاء ملف الانتخابات الرئاسية ولصالح عون، في حين ان لكل فريق حساباته التي يريدها، ففي حين يسعى عون لاقتناص الفرصة الاخيرة في حياته للوصول الى الرئاسة الاولى، فان سمير جعجع يحاول ان يقطع الطريق امام سليمان فرنجية الى بعبدا فبالنسبة اليه فان وصول عون أهون الشرور وتكريس او ترجمة لتفاهم معراب الذي سيجعله الفريق المسيحي الاقوى في مرحلة لاحقة. ولكن في مفارقات نزول القوات والتيار معاً اذا حصل الى الشارع ملاحظات بحسب مصادر مسيحية وهي: ان تظاهر التيار في الشارع سيكون موجهاً ضد تيار المستقبل الذي حرم عون من الرئاسة ولا يزال يضع فيتو على ترئيسه، وحيث ان التيار يتهمه بالتهميش ومصادرة القرار المسيحي، في حين ان القوات رغم كل الاشكاليات مع تيار المستقبل لا يمكن بعد ان يرفع الهتافات ضده في الشارع او يسميه على المنابر، فالقوات لا يمكن ان تتظاهر ضد الحليف السابق ونزول القوات على الأرض سيكون موجهاً ربما ضد التعطيل الذي يمارسه حزب الله في ملف الرئاسة خصوصاً وان سمير جعجحع يعتبر ان حزب الله قادر على الحسم في الموضوع الرئاسي والضغط على حليفه كما يقول جعجع للانسحاب من المعركة لصالح عون، ومن هنا يمكن القول ان المشاركة لكل من معراب والرابية تأتي لبناء حسابات خاصة، على ان خيار النزول الى الشارع سيف ذو حدين ودونه مخاطر وحسابات يفترض مراعاتها ، فالبقاء في الشارع طويلاً اذا اقتضت الظروف امر خطير ومعق وثمة مخاوف من دخول طابور ثالث على التظاهرات لاحداث او افتعال خلل امني، وثمة معترضون من داخل الفريق البرتقالي اذ يعتبرون ان لغة الشارع لم تثبت نجاحها وقدرتها في ايصال الرابية الى مطالبها وحقوقها، وان التجارب العونية في الشارع لم تثبت جدواها وفعاليتها، عدا ان انتخاب الرئيس ليس شأناً لبنانياً صرفاً يحصل بمعزل عما يجري في المنطقة وعن الاحداث الجارية من حول لبنان، وبالتالي فان نظرية الشارع دونها مخاطر ومخاوف خصوصاً في هذا التوقيت بالذات وحيث ان البلاد مفتوحة على شتى الاحتمالات وعلى مخاوف امنية عدا الملفات الشائكة التي ترزح تحت وطأته الدولة من الانترنت غير الشرعي الى النفايات الى التعطيل وهول الملفات الامنية والارهابية.