IMLebanon

عندما يستبيح سلاح «حزب الله» دماء الأبرياء

أعادت اشتباكات أمس الأوّل في منطقة السعديّات بين عناصر تابعة لـ»سرايا المقاومة» الجناح العسكري لـ»حزب الله» في الداخل، وبين عدد من شُبّان وأهالي المنطقة، تسليط الضوء على ظاهرة السلاح المُتفشيّ والمُنتشر بوفرة بين أيدي جهات مدعومة حزبيّاً لا شغل لها سوى ترويع الآمنين في بيوتهم حتّى أصبح لهذا السلاح عنوان أوحد هو الإعتداء على كرامات الناس في ظل غياب شبه كامل لقوّة تردع هؤلاء المُعتدين وتوقفهم عند حدّهم.

لا يتوانى «حزب الله» عن زرع مجموعاته في العديد من المناطق غير الخاضعة أصلاً لا إلى سيطرته ولا إلى بيئته ضمن مُخطّط يهدف إلى وضع «رجل« له داخل بعض المناطق التي يعتبرها ذات أبعاد إستراتيجية يمكن أن يستغلّها في أوقات لاحقة، ومن هذا المنطلق كان تركيزه في الفترة السابقة على مد نفوذه إلى منطقة السعديّات من خلال فتح «مُصلّى» داخل أحد الأحياء ليتبيّن لاحقاً أنّه ليس سوى غطاء لمكتب حزبي تابع لـ»سرايا المُقاومة» وهذا ما تأكد بالأمس بعدما خرجت عناصر هذا المكتب إلى الشارع بكامل سلاحها الخفيف والمتوسّط.

يبدو أن المُناسبات ذات الطابع الديني قد تحوّلت إلى فرص يستغلّها «حزب الله» كحجّة لتثبيت نفوذه ضمن مناطق خارجة عن نطاق سيطرته تماما كما حصل خلال الأعوام المُنصرمة في مدينة صيدا وغيرها يوم عمد الحزب إلى زرع يافطات مذهبيّة وعنصريّة خلال ذكرى «عاشوراء» أدّت لاحقاً إلى حصول إشتباكات مُسلّحة مع أبناء تلك المناطق. واليوم يُعيد الحزب الأمر نفسه في السعديّات لكن مع إضافة جديدة هذه المرّة وهي توزيع مُكبّرات للصوت بين البيوت والأحياء وإطلاق العنان لصوت «الندبيّات« ما ولّد نوعاً من الإستفزاز في نفوس الأهالي المُعترضين على هذه الحالة الجديدة، لكن عناصر «السرايا» قابلت اعتراضهم هذا بإطلاقها الرصاص بإتجاههم ما أدّى إلى تفلّت الوضع بشكل دراماتيكي لم تنته ذيوله إلّا مع تدخّل الجيش اللبناني.

أهالي المنطقة عبّروا خلال اللقاء معهم عن إمتعاضهم من تصرفّات عناصر «السرايا» خصوصاً وأنّها ليست المرّة الاولى التي يستفزّون فيها السُكّان. يقول أحدهم إن والده وبعض الجيران توجّهوا إلى المكتب الذي يُغطيه «حزب الله» ليطلبوا من عناصره إخفاض الصوت لأن هناك اطفالاً نيام، لكن ما حصل هو العكس إذ عادوا بعدها بدقائق إلى اعلاء صوت المُكبّرات بشكل أقوى وكأنّهم أرادوا فعلاً استفزاز الأهالي حتّى تحوّل الأمر من تلاسن إلى إشتباك مُسلّح لكن مع فارق كبير في نوعيّة السلاح الذي خرج من بعض بيوت الأهالي وهو سلاح فردي لا يخضع لأي جهة حزبيّة على عكس عناصر «حزب الله« الذين خرجوا مُدجّجين بالأسلحة بينها قاذفات صاروخية من نوع« « B 7

السابع من أيّار العام 2008، إشتباكات برج أبي حيدر، إشتباكات عائشة بكّار، إشتباكات بعلبك، معارك صيدا والسعديّات اليوم، جميعها تُثبت بالوقائع والأدلّة تورّط سلاح «حزب الله» في الداخل اللبناني وترويعه الأهالي الذين يُحاولون نزع عقدة زمن الحرب الأهليّة من نفوسهم وعقولهم والأنكى من ذلك كلّه أن بعض قادة الحزب يطلّون بعد كل حادثة تقترفها عناصرهم ليضعوها في خانة «الأحداث الفرديّة»، حتّى بدأ المواطن يسأل عن أي حادث فرديّ يتحدّث هؤلاء ودماء القتلى والجرحى لم تجفّ بعد على الأرض؟