حديث السيّد حسن نصرالله الى تلفزيون أسّسته إيران وموّلته وتنفق على تشغيله بشكل كامل جاء حديثاً عادياً جداً، هو عادي خصوصا عندما حاول أن يطمئن الناس الى أنّ إسرائيل لن تشن أي حرب على لبنان، وذلك لأنها تخاف على نفسها خصوصا من صواريخ «حزب الله» التي تصل الى كل الأهداف التي يريدها في قلب إسرائيل.
لا ندري لماذا يحاول السيّد أن يرفع من معنويات المقاتلين في «حزب الله»، فهل هذا نتيجة الفشل العسكري الكبير في سوريا؟ بالرغم من أنّ السيّد حاول أن يقول إنّ هناك تنسيقاً كاملاً بين القوات الروسية والإيرانية والسورية و»حزب الله».. وفي هذه النقطة أيضاً لم يكن السيّد موفقاً لأنّ وضع القوات السورية و«حزب الله» وإيران بمستوى القوات الروسية امر مبالغ فيه لا يقنع أحداً، علماً أنّ قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني قام بزيارتين الى موسكو وكما تقول المعلومات إنّه كان يتوسّل الروس انقاذ النظام وحلفائه، كذلك فإنّه يتحدث عن القوات العسكرية السورية وهنا نقول له هل بقي هناك من جيش في سوريا أم أصبح الجيش الفئوي العلوي فقط هو الجيش السوري؟ وخسارة ٨٠٪ من مساحة سوريا بالرغم من كل الدعم الكبير من إيران والعراق و«حزب الله» كلهم فشلوا فجاء الإنقاذ من القوات الروسية وهذه حقيقة لا يستطيع لا السيّد ولا قاسم سليماني ولا بشار الأسد أن ينكروها، لذلك فإنّ كلام السيّد الآن ينطبق عليه قول «قوم عني لفرجيك».
«شويّة عقل» «شويّة منطق» فنصل الى حل في سوريا، قد تكون هذه النقطة من أهم النقط التي يريد السيّد أن يدافع عن النظام السوري الذي يعتبره النظام الوحيد الحليف له؟
وفي هذا الموضوع كذلك لم يكن السيّد موفقاً لأنّ حرب 5 سنوات من نظام يملك جيشاً مدرباً وكان مهيّأ لمقاتلة إسرائيل سقط أمام إرادة الشعب السوري الأعزل، فجاء «حزب الله» وجاءت إيران وجاءت الميليشيات الطائفية العراقية لنجدته وأصبح النظام لا يحكم إلاّ على 20% من مساحة سوريا، فأين النجاح الذي حققه محور المقاومة؟!.
المطلوب من السيّد الذي لم يكتفِ بالتدخل في سوريا أولاً ذهب الى البحرين ليحرّض ضد النظام، ثم ذهب الى اليمن وساعد الحوثيين ودرّبهم ومدّهم بالسلاح… ثم يأتي السيّد ويقول إنّ المملكة العربية السعودية تعتدي على «حزب الله» وأنها تصفه بالارهابي.
– 10 آلاف بدلة عسكرية في الكويت هذا عمل خير أم عمل إرهابي وتخريبي؟
– تدريب وتسليح الحوثيين هذا عمل خير أم عمل إرهابي وتخريبي وتدخل في شؤون دولة عربية؟ والسؤال: لماذا يتدخل في شؤون أي دولة عربية؟!.
إنّ إعطاء البراءة لإيران وأنها دولة مُعتدى عليها وأنّ آل سعود هم الذين حرّضوا الرئيس صدّام حسين على القيام بالحرب على إيران… هذا كلام لا يركب على قوس قزح.
يا سيّد مَن هو الذي عنده مشروع التشيّع في العالم العربي في العام ١٩٨٠؟ ومَن كان ينادي بتصدير الثورة الاسلامية (الشيعية) الى العالم العربي؟ ألم تكن إيران؟ أو أنك نسيت؟ أو تريد أن تتناسى؟
وأريد أن أذكرك بكلام آية الله الخميني حين قال إني أتجرّع كأس السم بالموافقة على وقف القتال مع العراق.
ألم يُسقط الإسلام امبراطورية الفرس؟ وهل ينسى الفرس تلك الحادثة؟ أو أنهم يريدون الإنتقام؟
أخيراً يبقى أنه يجب ألاّ يفوت السيّد حسن نصرالله أنّ الروس لم يكونوا ولن يكونوا موظفين عنده، ولا عند النظام السوري، إنهم أصحاب مصالح وهم بالذات يهمّهم بيع إنتاجهم من السلاح، وهذه حقيقة لا نظن أنّ سماحته يجهلها أو تجاهلها.
أمّا على الصعيد الداخلي فإنّ كل تبريرات السيّد نصرالله لم تكن هي أيضاً موفقة، فالواضح أنّ «حزب الله» لا يريد انتخابات لرئاسة الجمهورية في لبنان، هذه حقيقة يقوم عليها شبه إجماع لبناني، فالحزب «مرتاح» في جو الفراغ الرئاسي.