عندما استعرض الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مراراً، وفي مناسبات عديدة، الخيارات في التعاطي مع الارهاب التكفيري وخطره على دول وشعوب المنطقة، لم يكن في وارد المفاضلة بين خيار أو أكثر. فضّل وضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية تجاه دولهم وشعوبهم، وصولا الى حسم الموقف من انه لا خيار مع التكفيريين الا المواجهة، وان «حزب الله» ماض في حربه مع هؤلاء لأن في ذلك حياة للجميع.
وليس جديداً في يوميات «حزب الله» التهجّم والاستهداف المبرمج من قبل الخصوم، علما انه ومنذ الاستقلال والى اليوم، لم يشهد لبنان خطرا وجوديا يتهدده كالذي هو قائم راهنا. صحيح ان الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان عام 1975 هدفت الى ضرب نموذج العيش المشترك، ومع عودة السلم الاهلي ثبت فشل هذه المؤامرة رغم الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة، لكن، والكلام لقطب نيابي بارز، «بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة يبدو المشهد سوداويا بحيث يكبر التحدي امام اللبنانيين في صون وحدتهم والحفاظ على نموذج التعدد والشراكة، والاستثمار على أبواب الأضواء التي سطعت إبان التحرير في العام 2000 يوم كان رهان الاعداء على أن ما سيحصل بعد الاندحار الاسرائيلي مجازر ودمار ليأتي المشهد مشرقا بحيث لم تسجّل ضربة كف واحدة، وكان التصرف على مستوى من الرقي لم تشهده أعرق الدول في الحرية والديموقراطية».
يشير القطب النيابي إلى «ان المشهد تكرر في عدوان العام 2006 يوم عضّت قيادة المقاومة وجمهورها على جراح عميقة جراء السلوك الذي اتبع من قبل بعض السلطة ومعهم بعض العرب، ولما كان الانتصار وضع في خانة الوطن ككل وفي سياق اوراق القوة في مقارعة اسرائيل. أما الآن فان الخطر وجودي يتهدد الجميع، ولا داعي لاظهار الشواهد، وهي مخيفة ومروعة من العراق الى ليبيا ومصر وصولا الى سوريا، وبالتالي لا يمكن المواجهة بسياسة كف الايدي والانتظار. ومن هذا المنطلق يجب قراءة الابعاد الاستراتيجية في المواقف المتتالية للسيد نصرالله والتي تهدف لايقاظ العقول وشحذ الهمم والتوحد قبل فوات الأوان».
يعيب القطب النيابي على البعض «نزولهم الى زواريب ضيقة جدا تنم عن قصر لا محدود في النظر وانعدام الى حد التلاشي في المسؤولية الوطنية، في حين ان الوقائع الميدانية والعملانية على ارض الاحداث تعيدنا الى مشاهد وافعال لم يشهد التاريخ الحديث او القديم مثيلا لها، انها ابادة كاملة للبشر والحجر وكل معالم الحياة. ما نشهده عملية مسح كاملة للواقع الانساني بماضيه وحاضره ومستقبله ان كان هناك من مستقبل».
ويسجّل القطب نفسه أن «من فوائد الاحداث المتلاحقة والسريعة التي تحصل، لاسيما على الحدود الشرقية للبنان، هو أن المخفي يفرز ذاته الى العلن، حيث يتم اكتشاف حقيقة العديد من القوى والشخصيات والدول عند المفترقات، وللأسف نكتشف هذه الامور مترافقة مع تدن كبير في مستوى الطاقم السياسي الموجود في البلد وانحلال في خطابه. الآن بعض الشخصيات أصبحت مثل اصحاب الكليبات الغنائية، وحسنا يفعل حزب الله عندما اخذ قرار السكوت ثم السكوت والاحجام عن الرد على امثال هؤلاء، ولكن لاحقا لا يستطيع الحزب الرد على كل نوعية من الخطاب، هو ينظر الى المفصل في الخطاب المقابل ويحدد اين يرد عليه».