Site icon IMLebanon

عندما تتنافس «المجتمعات المدنية» في العاصمة!

 

فيما نجح تحالف «وطني» في توحيد صفوف المجموعات المدنية في دائرة بيروت الأولى، لا يزال يواجه عقبات كثيرة في الدائرة الثانية في بيروت، لا سيما مع سعي بعض «الناشطين المدنيين» الى خرق صفوفه لمنعه من تشكيل لائحة واحدة في وجه السلطة السياسية

 

رغم الاجتماعات المكثفة التي يعقدها تحالف «وطني» بشكل شبه يومي لحسم أسماء مرشحيه في مختلف الدوائر وبينها بيروت الأولى والثانية، إلا أن الأمور ما زالت تواجه الكثير من العقبات. ففي بيروت الأولى، قرر التحالف الاحتكام الى استطلاعات الرأي؛ فالآلية المعتمدة للترشيح تمر بثلاثة مراحل، أولاها لجنة تحديد المرشحين، ثانيتها اللجوء الى المكتب السياسي للحسم في حال فشلت اللجنة، ثالثتها إجراء استطلاعات رأي في حال لم يتمكن المكتب السياسي من التوصل الى قرار موحّد.

 

فشلت اللجنة ثم المكتب السياسي (أول من أمس)، لذلك، تقرر اللجوء إلى استطلاعات الرأي، على أن تجريها شركة أو شركات موضع ثقة من الجميع، خلال الأسبوع الحالي.

وبناءً على نتائج هذه الاستطلاعات، ستحسم أسماء مرشحي دائرة بيروت الأولى التي يتنافس على مقعدها الماروني المرشحان روجيه الشويري (نائب رئيس حزب الحوار الوطني) وجيلبرت ضومط، وعلى مقعدها الأرثوذكسي القيادي العوني السابق زياد عبس ونائب رئيس لائحة «بيروت مدينتي» البلدية طارق عمار، فيما يترشح الناشط في «طلعت ريحتكن» لوسيان أبو رجيلي عن المقعد الكاثوليكي. وتتداول المجموعات بأسماء رئيس جمعية العطاء من دون مقابل يورغي تيروز عن مقعد الأرمن الكاثوليك، الاعلامية بولا يعقوبيان والخبيرة في النفط والغاز لوري هايتيان ورئيس المنتدى العربي للتلاقي أنطوان كولاجيان عن مقاعد الأرمن الأرثوذكس. أما مقعد الأقليات، فسيتم التصويت عليه ما بين الشاعرة جمانة حداد والخبيرة الاقتصادية جينا شماس.

تختلف أحوال دائرة بيروت الثانية عن سابقتها. الجميع يدّعي رفع لافتة «المجتمع المدني» لإضفاء جاذبية ما على لائحته. هكذا بات رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام ورئيس المركز الاسلامي علي عساف ورئيس نادي «الأنصار» السابق نبيل بدر والنائب عن الجماعة الاسلامية عماد الحوت يؤكدون أنهم بترشحهم إنما يمثلون «المجتمع المدني» بعنوان «كرامة بيروت»، علماً بأن رئيس لائحة «بيروت مدينتي» خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، إبراهيم منيمنة، حاول هو والمحامية رنا شميطلي الانضمام إلى لائحة «كرامة بيروت» كما يقول رئيس اللائحة صلاح سلام لـ»الأخبار»، إلا أننا «لم نتمكن من التعاون بعد خلاف بين المجموعات المدنية وبعد أن أصدرت «بيروت مدينتي» بياناً أعلنت فيه أن إبراهيم منيمنة لا يمثلها ولا يشكل لائحة باسمها»، وفق سلام الذي أكد أنه ما كان ليترشح لولا موافقة السعودية، علماً بأن منيمنة، وقبيل ذلك، عقد اجتماعاً مع اللواء أشرف ريفي «بغية التعاون الانتخابي، من دون أن يصلا الى نهاية سعيدة»، على ما تقول مصادر ريفي. وبعد أن صُدّت أبواب ريفي وسلام بوجه منيمنة، عاد ليطرق باب تحالف «وطني» علّه يتمكن من حجز مقعد على لائحتها، علماً بأن منيمنة لا يوفر فرصة إلا ويصرّح فيها أنه على خلاف مع مشروع «وطني» السياسي، وآخرها في المقابلة التي أجراها معه موقع «المدن».

 

 

قبيل سعيه للانضمام الى تحالف «وطني»، طرق إبراهيم منيمنة باب صلاح سلام للانضمام الى لائحته

ويقول منيمنة إن «المعركة تتطلب إعلان مشاريع سياسية (…) وتحديداً في ما يتعلق بالمواضيع الشائكة، كمسألة سلاح حزب الله والحرب السورية والعلاقات الخارجية»، معلناً أنه على خلاف مع مجموعة «بلدي» التي تضم أفراداً من «بيروت مدينتي»، وذلك لأنها «تتحالف مع مجموعات يرفض التحالف معها». وهو ما يفسّر جنوح الأخير نحو لائحة صلاح سلام التي تعكس ما يسميه «المشروع السياسي الذي يحلم به»، حسب تعبيراته أكثر من مرة.

في غضون ذلك، تتحدث ماكينة تحالف «وطني» عن لائحة سترى النور قريباً، «وستشكل مفاجأة لمن يظن أن بإمكانه خرق صفوفنا لمنعنا من خوض المعركة بوجه السلطة السياسية». ومن بين الأسماء التي يجري التداول بها في دائرة بيروت الثانية، بشار قوتلي وفاطمة حماصني ونادين عيتاني عن المقاعد السنية، العضو السابق في اللجنة التأسيسية للتيار الوطني الحر جورج شقير عن المقعد الأرثوذكسي، إما جورج شويري أو نهاد ضومط عن المقعد الانجيلي، أسعد ذبيان عن المقعد الدرزي، واصف الحركة ونايلة جعجع عن المقعدين الشيعيين. وهنا تبرز معضلة أخرى؛ فالمرشح واصف الحركة هو أحد أعضاء مجموعة «بدنا نحاسب» التي تشكل جزءاً من تحالف «وطني»، وإذا ترشّح، فسيجد نفسه في مواجهة زميلته في المجموعة نفسها نعمت بدر الدين التي تترشح للمقعد عينه، ولكن على لائحة «حركة الشعب».

وفي هذا السياق، يقول أحد مؤسّسي «طلعت ريحتكن» وديع الأسمر إن «التحالف يقوم بمناقشة التباينات الحاصلة ويعمل بشكل جدي مع القوى التغييرية في بيروت». يضيف: على المجتمع المدني أن يتوحد ويقدم نفسه بديلاً جدياً، ومخطئ من يظن أن بإمكانه ابتزازنا من أجل تحسين شروط ترشحه».

الجدير ذكره أن لائحة حركة الشعب باتت تضم حتى مساء أمس: إبراهيم الحلبي ويوسف الطبش وفراس منيمنة (عن المقاعد السنية)، عمر واكيم (عن المقعد الأرثوذكسي)، هاني فياض (عن المقعد الدرزي)، نعمت بدر الدين (عن المقعد الشيعي)، على أن تكتمل معالمها في الساعات المقبلة مع ضمّ مرشحة عن المقعد الإنجيلي (من آل الرحباني) وثلاثة مرشحين عن المقاعد السنية ومرشح عن المقعد الشيعي الثاني.