Site icon IMLebanon

متى تنهار الحدود في لبنان والأردن؟

العمل في السياسية، يتطلب من اي شخص قرر خوض غماره، ان يكون بعيد النظر، صاحب رؤية، حريصاً الاّ تفوته شاردة او واردة، سريع البديهة، استراتيجي التفكير، وصاحب موقف يلتزم به، ولا يحيد عنه الاّ اذا قضت بذلك مصلحة الشعب والوطن.

مع الاسف هناك قلّة بين الذين يتعاطون الشأن السياسي، ممّن تنطبق عليهم هذه الصفات، او بعضها، في حين ان الاكثرية منهم يفهمون السياسة على انها مجرد خدمات شخصية، او لعبة كشاتبين، او الاهتمام بمصالح الطائفة والمذهب والحزب.

في متابعتي لعمل رجال السياسة وطريقة تصرفهم ومقاربتهم للامور والقضايا، تولّد عندي اقتناع بأن ثلاث شخصيات، تمارس السياسة وفق هذه الصفات او معظمها، هم: وليد جنبلاط سمير جعجع، والسيد حسن نصرالله، ويجب الاعتراف لهم بهذه الصفات، بصرف النظر ان كنت توافقهم على سياستهم ومواقفهم، او لا توافقهم، خصوصا ان الثلاثة يتابعون بدقة السياسات المحلية والاقليمية والدولية، ويدرسونها بتمعّن وجديّة، ويبنون عليها ما يتناسب مع وضع كل منهم، او ما يتناسب مع وضع البلد والدولة بالنسبة لبعضهم. هذا الكلام لا يعني ان الرجال الثلاثة، لا يخطئون احيانا في قراءة المستجدات، او الاجتهاد، ويأخذون مواقف غير شعبية او غير منطقية، او لا تكون في مصلحة الدولة، ومن يخطئ فهو يدفع ثمن خطئه غاليا، لأن «غلطة الشاطر بألف».

* * * *

خبر قرأته في الوكالات، هو الذي دفعني الى التفكير بمدى الفقر الذي تعانيه الحياة السياسية في لبنان، وضمور الشعور بالوطنية الحقة عند معظم السياسيين والمواطنين، لأن هذا الخبر يبشر بغد اسود قد يصيب اللبنانيين، من مسؤولين وسياسيين ومواطنين عاديين، قياسا على ما يحصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن، حيث تنهار الحدود ويفرز الناس وتتغير الخرائط، واللبنانيون، غارقون بالنفايات والنكايات، والفراغ والحسابات الخاصة، في حين ان مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه اكد في مؤتمر للاجهزة الامنية الغربية، ان الشرق الاوسط الذي نعرفه انتهى الى غير رجعة، وان دولا مثل سوريا والعراق لن تستعيد ابدا حدودها، واللافت ان كلمة مدير «السي.اي.ايه» الاميركية، جون برينان كان لها وجهة نظر قريبة جدا من كلمة باجوليه، لكنه اضاف ليبيا واليمن الى الدول المهددة بخسارة حدودها الحالية، نظرا لحجم الدمار الكبير، بحيث ان اي حكومة مركزية ستكون عاجزة على ممارسة سلطتها او سيطرتها على حدود ما بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من ان الرجلين لم يذكرا لبنان والاردن بالاسم الا ان الصحافة الاسرائيلية المتشددة اشارت الى ان اي حرب مقبلة في فلسطين ولبنان ستؤدي الى قيام اسرائيل الكبرى.

دائما الكيان الاسرائيلي يراهن على ان العرب لا يقرأون.