Site icon IMLebanon

متى يعتبرون؟ متى يتفقون؟

في كل أزمة، وأمام كل استحقاق رئاسي، يقف الموارنة بعضهم للبعض في المرصاد، فلا يتفقون، ولا يقبلون باتفاق الآخرين. مضى الأقويان ميشال عون وسمير جعجع في “إعلان النيات” الذي جاء بعد مخاض طويل أمضياه في حروبهما العبثية، لكنهما اتفقا على كل شيء، وعلى لا شيء. فهما قلصا المسافة الضوئية بينهما وبين مناصريهما، فبدأا مسيرة تعاون وتآخٍ لو حصلت قبل اعوام لكانت وفرت الكثير من الويلات على الوطن، وتحديداً على المجتمع الذي يدعيان تمثيله في شبه احتكار اذ ينكران على الآخرين صفتهم التمثيلية.

وبصرف النظر عن التسوية الرئاسية وقدرتها على خرق الشغور والتعطيل، يجد “زعماء” الموارنة أنفسهم في المأزق نفسه، وتحديدا مَن يعتبرون انفسهم الأقوى والذين حصروا الترشح بهم في الاجتماعات التي رعتها البطريركية المارونية، وشكلت باكورة التعطيل، اذ ازاحت من المعادلة كل الآخرين بما يتحلون به من صفات ومواصفات رئاسية.

اليوم، يجد هؤلاء أنفسهم في المستنقع، فلا هم قابلون بالنائب سليمان فرنجية، ولا مبرر او ذريعة منطقية لديهم لرفضه. والرفض يتطلب حكماً الاتفاق على بديل جاهز ومقبول لدى معظم مكونات الوطن لانتخابه رئيساً في أقرب فرصة ممكنة. اما الرفض للرفض، وعدم تقديم مقترحات للحل، فإنه يصب مجدداً في خانة التعطيل، ويربط مصير لبنان بكل أزمات المنطقة، ويجعلنا امام تكرار واقعة “مخايل الضاهر أو الفوضى”.

صحيح ان المسؤولية لا تقع على المسيحيين وحدهم، لكنهم مسؤولون بقدر الآخرين عن الحال المزرية التي بلغتها البلاد، وعن الشغور في موقع الرئاسة الاولى. وهم يواجهون اليوم اتفاقاً من مكونات الطبقة السياسية ذاتها، الشريكة في الحكم، مجلساً وحكومة، لفرض واقع غير جديد، بل يعيد انتاج سلطة الامس القريب، ولا يمس بالميثاق والدستور.

ماذا سيفعلون؟ سؤال تصعب الاجابة عنه لانهم باتوا في موقع لا يُحسدون عليه، وربما احتاجوا الى دعم اولئك المستقلين الذين استهانوا بهم، لأن مشاركة هؤلاء في أي جلسة انتخاب ستعطيها الميثاقية عددياً وتنوعاً.

هل في الموقف شماتة؟ بالتأكيد لا، بل أسف لما آلت اليه الاوضاع، ودعوة الى الاعتبار، والإفادة من خبرات الماضي الأليم، وعدم تكراره والوقوع في مطباته.