اصدرت كتلة الوفاء للمقاومة بياناً عقب اجتماعها مساء امس نددت فيه بالموقف السعودي في اليمن.
وهذا ما يدعونا الى القول: متى يعود حزب الله ليصبح لبنانياً؟
بداية: لماذا يهتم حزب الله باليمن! وهل مسموح له ان يهتم من هذا البعد وممنوع على السعودية ان تكون معنية بما يجري على حدودها!
وهل في اليمن احتلال اسرائيلي؟
ثم اين مصلحة لبنان في اغضاب السعودية؟
هناك 400 الف لبناني في السعودية ونحو 300 الف في سائر بلدان دول مجلس التعاون الخليجي، فهل من مصلحتنا ان نعرض مصالح اللبنانيين في الخليج للخطر؟
وكيف تدافع المقاومة عن اللبنانيين ثم تعرّض مصالحهم الى الخطر!
الا يكفي ان حزب الله استعدى 22 مليون سوري على شيعة لبنان، فها هو يستعدي دول الخليج ايضاً.
فمنذ اسقاط حكومة سعد الحريري قبل اربع سنوات والوضع الاقتصادي يزداد تدهوراً. سوق العقارات جامد ومتراجع. الخليجيون يعرضون ممتلكاتهم في لبنان للبيع. اهذا كله اكراماً لعيون الولي الفقيه؟
هم يستفيدون من ايران، فليفعلوا، ولكن ليتركوا سواهم يعيش بكرامته.
سعد الحريري جاء، اخيراً، بأربعة مليارات دولار للجيش اللبناني، فكم ملياراً جاء حزب الله للجيش؟
سمير جعجع يقول في جردة حساب بسيطة انه منذ استشهاد الرئيس الحريري في الـ2005 كم ملياراً اودع الخليجيون في البنك المركزي!
وفي عام 2006 كم كانت المساعدات الضخمة التي قدموها؟!
ان الموت الاقتصادي اخطر من الموت بالرشاش. صحيح اننا حررنا بلدنا، ولكن لا يمكن ان يكون مقبولاً ان ثمن التحرير تدمير اقتصاد لبنان.
هم يتقاضون مرتباتهم ونفقاتهم من ايران، ولكن كيف يعيش اللبنانيون؟ اليس لنا اي هدف سوى ولاية الفقيه وبماذا يأمر خامنئي لينفذوا هنا!
نكاد لا نصدق اننا ننعم بقليل من الاستقرار الامني. فهل يريدنا حزب الله على مثال العراق وسوريا وليبيا؟ هل هذا هو النموذج الذي يريده؟
ان الحزب حر في ان ينتقد المملكة.. فلينتقد هو ومن يدور في فلكه بالمنطق وليس بالشتائم وقلة التهذيب واستخدام الكلمات التي لا تليق بحزب مقاوم وبتاريخه. ونقول للحزب: ارجع الى لبنان. ارجع الى وطنك. اعد المقاومة الى ما كانت ويفترض ان تكون عليه: لا مصلحة فوق مصلحة لبنان. وبالمناسبة فليقل لنا الحزب كم عدد اللبنانيين الذين يعملون في ايران؟
اذا كانت دولة ولاية الفقيه تساعده للتحرير، فقد تم تحرير لبنان، فلماذا لا تزال الاموال تتدفق عليه؟ وهل انخراطه في سوريا كان لمحاربة اسرائيل ام لتنفيذ اوامر الولي الفقيه؟
وكذلك انخراطه في احداث العراق وارساله المستشارين الى اليمن..؟!
ليت هذا الحزب يستفيق فيرحم نفسه ويرحم اللبنانيين، بأن يعود الى لبنانيته. فالوطن يتسع للجميع.