Site icon IMLebanon

عندما يفتح «حزب الله» محاسبة.. على حسابه

بنبرة عالية لا تخلو من الشعور بفائض القوة قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد للأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري: «حسابو بعدين».

اذا قرر «حزب الله» كعادته أن «يفتح على حسابه» «محاسبة» أحمد الحريري، بعد تهديد وزير العدل أشرف ريفي، لانه بحسب «منطق» الحزب لا ينفذ اوامره ولا ينصاع لارادته وسلطته ولذلك فإن محاسبته واجبة. وقد يكون هنا الاستغراب من هذا الموقف مستغربا. فتهديدات «حزب الله» للبنانيين ليست بجديدة، فمَن ينسى خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في 08/05/2008 عندما قال: «مَن يبدأ معنا حرباً من حقنا أن نواجه بالدفاع عن نفسنا وعن سلاحنا وعن وجودنا وشبكة السلكي هي الجزء الأهم من سلاح المقاومة وفي بنت جبيل خطبت وكان جنبلاط حاضراً وقلت ان اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها واليوم هو يوم الوفاء لهذا القرار». وكان الوفاء لهذا القرار بأحداث السابع من أيار الشهيرة والتي اوقعت قتلى وجرحى من المدنيين في قلب بيروت وادت الى اشكالات لم ولن تنتهي بين اهل بيروت والحزب خصوصا وان السيد اعتبر ذلك اليوم يوماً مجيداً.

تهديد آخر أيضاً على لسان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله على خلفية اتهام اربعة من الحزب بالضلوع باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكانت الجملة الشهيرة بـ»قطع اليد التي ستمتد» ايضا في 12 تشرين الثاني 2010 وقال نصرالله في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة في احتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة يوم شهيد «حزب الله»، يخطئ مَن يتصور أن المقاومة يمكن أن تقبل أو تسلم بأيِّ اتهام لأيٍّ من مجاهديها أو قيادييها أيّاً تكن التهويلات والتهديدات والضغوط. وأضاف يخطئ من يتصور أننا سنسمح بتوقيف أو اعتقال أحد من مجاهدينا»، مؤكداً أن «اليد التي ستمتد إلى أيِّ واحد منهم ستقطع.«

وفي 19 ايلول 2011 كرر حزب الله تهديداته على لسان رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين الذي سأل : «من لم يوصله تآمر تموز 2006 إلى أي نتيجة في استهداف المقاومة، هل يمكن أن يوصله التآمر السياسي والضخ الإعلامي والتشويه الدعائي؟»، مضيفاً: «على هؤلاء أن يعرفوا أن هذه المقاومة القوية ستكون في موقع الحاضر الدائم للدفاع عن سلاحها ومبادئها وخياراتها وأولوياتها، وأن أي يد ستمتد لتصل إليها لتنال منها، لن تقطع وحدها فقط، بل إن أي قوة تدعم هذه اليد أيضاً ستكون هدفاً مباشراً للمقاومة وأبنائها«.

هذا جزء من التهديدات التي يواجه بها «حزب الله» خصومه السياسيين، دون ان يقيم اي اعتبار للتوازنات الداخلية وللاوضاع السياسية المعقدة والصعبة التي يمر بها لبنان بسبب مشاركته في الحرب السورية.

ويأتي هذا التهديد العلني في وقت كان مستشار الرئيس الشهيد رفيق الحريري هاني حمود يتحدث عن كيف كان «حزب الله» يلعب دور صندوق بريد النظام السوري وينقل تهديدات النظام للرئيس الشهيد. ليلعب حزب الله اليوم دور المهدد المباشر وليس الناقل فقط.

ويبدو ان فائض القوة الذي سمح للحزب باستعمال سلاحه في الداخل ضد المدنيين، والذي سمح له ايضا بالمشاركة في القتال الى جانب محور الممانعة في سوريا والعراق، يسمح له اليوم بتوجيه التهديدات والاتهامات علناً وعلى شاشات التلفاز بحق مَن يقف بوجهه ويعترض على توريط لبنان وجلب الصراعات اليه.

«حسابو بعدين» وكأن محمد رعد يقولها للشعب اللبناني بأكمله وليس فقط لامين عام تيار المستقبل، يقولها وهو الطرف الوحيد في لبنان الذي يملك السلاح والذي استعمله في يوم من الايام..تهديد رعد الحقه بضحكة ساخرة.. تلخص كل طريقة تعاطي حزب الله مع شركائه في الوطن.