ولكن، نعم لماذا قامت جبهة «النصرة» بهذا العمل؟ فكما أعلنت أنّها تدافع عن الشعب السوري الذي تقتله ميليشيات «حزب الله» التي جاءت الى سوريا بحجة الدفاع عن المقامات الدينية، ولكنهم، في الحقيقة جاؤوا من أجل الدفاع عن نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه بجميع وسائل القتل والتدمير بالطائرات والبراميل المتفجرة والمدافع والصواريخ وسائر أنواع الاسلحة منذ أكثر من أربع سنوات.
وبالعودة الى السنوات الأربع التي مضت، نسأل كيف وُجِدت جبهة «النصرة» أو «داعش» أو سواهما من التنظيمات في سوريا وهي لم تكن موجودة في يوم من الأيام هناك… أي أنّ هذا التطرّف خلق بسبب ارتكاب النظام السوري أبشع أنواع الجرائم من قتل وتعذيب وسجن وقهر وهتك أعراض… بمعنى أدق أنّ الارهاب الذي يدّعي النظام أنّه يحاربه لم يكن موجوداً قبل العنف والقتل اللذين استعملهما النظام ضد الثورة التي بقيت في الاشهر الستة الأولى سلمية مئة في المئة.
ولو عدنا الى ردّ الفعل على تدخّل «حزب الله» في سوريا لتبيّـن لنا ما تعرّضت له الضاحية الجنوبية من عمليات إنتحارية وسيارات مفخخة بأعداد كثيرة.
إنّ ما جرى في الضاحية الجنوبية من تفجير لمرّات عديدة وأعلنت «النصرة» وأخواتها أنّها تقوم بذلك رداً على الأعمال التي يقوم بها «حزب الله» في سوريا.. ونتذكر في هذا السياق كيف طلب «حزب الله» من الدولة الدخول الى الضاحية لأنّه أضحى عاجزاً عن مواجهة تلك العمليات التي تكررت وأوقعت الكثيرين من الضحايا بين قتلى وجرحى.
ولا يفوتنا، هنا، أن نذكر باختطاف قافلة الحجاج الى قُم في منطقة أعزاز السورية… وكان الطلب من الخاطفين انسحاب الحزب من سوريا مقابل الإفراج عنهم.
ثم جاء خطف 35 عسكرياً لبنانياً من الجيش وقوى الأمن الداخلي من عرسال احتجاجاً، أيضاً على تورّط «حزب الله» في سوريا.
وتكررت العمليات الى أن وقعت، أمس، حادثة تفجير الحافلة التي ذهب ضحيتها ستة من الشيعة اللبنانيين و25 جريحاً إضافة الى إصابات لحقت بالسوريين الذين وُجِدوا في منطقة التفجير الانتحاري الذي استهدف، في قلب دمشق، الحافلة التي كانت تقل زواراً لبنانيين الى المقامات الدينية وبالذات الى مقام السيدة رقية…