IMLebanon

متى يُفكر جعجع بمغادرة الحكومة؟!

 

مغامرة حزب القوات اللبنانية الحقيقية للانخراط في الحالة السياسية المهزوزة، بدأت عملياً عندما تنازل الحزب عن مرشحه رئىس الحزب سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، والقبول بالعماد ميشال عون مرشحاً قوياً للمنصب الأول، ضمن شروط سياسية وسيادية وادارية، أصبحت معروفة من جميع اللبنانيين، وحتى لا نغرق في التفاصيل، نشير الى ان «حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر» بالنسبة للقوات، واصبح وجود الحزب في حكومة العهد الثانية عملية تحدٍّ للذات، هل ينجح الحزب في تحقيق أهداف اصلاحية في حكومة مفككة، «ضعيفة الشخصية، عاجزة عن كسب ثقة الشعب وثقة المجتمع الدولي في ظروف اقتصادية ومالية بالغة الصعوبة، او تراجع الى صفوف المعارضة الخلفية، ويترك حلفاء استراتيجيين مثل تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لوحدهما في مواجهة قوى 8 آذار.

 

بعد نقاش داخلي معمّق ومستفيض، رأى الحزب أن اضاءة شمعة في ظلام هذه الحكومة، يبقى أفضل في ظل الظروف المتردّية داخلياً وخارجياً، ولكن هذه المرّة بنهج جديد قائم على عدم الاستسلام لأكثرية لا تشبهه بشيء، مع المحافظة على موقف امكانية الاستقالة، اذا سدّت في وجهه سبل تحقيق انجازات ما، ولذلك نسمع وزيرة التنمية الادارية مي شدياق تؤكد ان «وزراء القوات، ليسوا في وارد الجلوس كشهود زور» كما ان مصادر قواتية تشير الى ان الحزب «لن يتفرج على البلاد وهي تغرق».

 

بهذه النفسية وهذا التوجه، اقتحم الحزب الحكومة بخارطة طريق لخطوات عملية اصلاحية، وحصل على أول نجاح له بعد معركة، وشكّلت لجنة حكومية لدراستها وبدعم من رئيس الحكومة سعد الحريري.

 

كما اقتحم الحزب منصب الرئاسة الاولى، ومنصب الرئاسة الثالثة، مطالباً بالدخول في حوار سريع مع حزب الله لتأمين سيادة الدولة في القرار وفي السلاح.

 

والاقتحام الثالث كان لمجلس النواب بمشروع قانون آلية التعيين في الفئة الاولى، وأن يعطى طابع العجلة. لكن أكثرية النواب لم يوافقوا على اعطاء المشروع طابع العجلة، لأن «طبخة» التعيينات، إما انها على النار، او هي «استوت» وبانتظار عودة رئيس الجمهورية من نيويورك.

 

الموقف الرابع المواجه، هو رفض رئيس الحزب سمير جعجع هذه السرعة في محاولة تمرير مشروع قانون الانتخاب النيابي الذي قدمته كتل ونواب قوى 8 آذار، معتبراً ان البلاد لا تحتمل هزّة جديدة باعادة احياء مشروع تمت مناقشته مئات المرات، وتم رفضه تحديداً من قبل الاحزاب ذات الاغلبية المسيحية، وهل هناك «وراء الأكمة ما وراءها؟؟».

 

مما لا شك فيه ان حزب القوات اللبنانية حائر ومترقّب في آن، وأغلب الظن انه اذا حقق بعض ما يعمل عليه في هذه الأيام، سيـــكون له دافعاً للبقاء في الحكومة، امّا اذا تغلّـــبت عليه الاكثرية في مجلـــسي الوزراء والـــنواب، وأفشلوا كل سعي لوزرائه، فمن المرجّح ان تكون الاستقالة لا بدّ منها.