Site icon IMLebanon

عندما تنقلب آية الانتخابات الرئاسية؟!

 

اوحى رئيس مجلس النواب نبيه بري انه خائف علي مصير السلطة التشريعية، وامل بالسعي الى تفعيل المجلس بالتزامن مع تفعيل عمل الحكومة، لاسيما انه يعرف استحالة ما يتطلع اليه في ظل التعقيدات السائدة لجهة عدم وجود استعداد نيابي ليدعو الى فتح دورة  استثنائية، فضلا عن ان الحكومة ليست في هذا الوارد، ما يعني ان العقدة تكاد تصيب الحكومة التي لم تجد الى الان ما يشجع على استئناف مجلس الوزراء عقد جلساته!

والجديد بخصوص التعيينات العسكرية والامنية ان جديدا لم يطرأ عليها،  طالما بقي رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون على موقفه وعلى مطالبته، كونه يرفض في المطلق اي حل لا ينطلق من تعيين صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش، اضافة الى اصراره على عدم التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث قالت معلومات ديبلوماسية ان عون يخاف من تغيير في الادوار يسمح بتحول قهوجي الى خصم جدي في معركة رئاسة الجمهورية؟!

ومن الان الى حين معرفة مصير الحكومة اقله في موعد لا يتعدى منتصف الاسبوع المقبل حيث يقال انه يستحيل على رئيس الحكومة رفض عقد جلسة لمجلس الوزراء فيما ترى اوساط حكومية ان لا مجال بعد اليوم لتقديم تنازلات مهما اختلفت الاعتبارات السياسية، ومهما تمسك الجنرال بمواقفه المتشددة التي وصلت به الى حد التهديد بسحب وزرائه من الحكومة، من غير ان يؤدي ذلك الى ما يحمل على الاعتقاد ان مطلب تعيين العميد موازيا يمكن ان يبصر النور في المستقبل المنظور.

والذين، يرون ان ما يطلب به عون من ضمن المعوقات السياسية يؤكدون ان حليف الجنرال حزب الله سيبقى على موقف المساير كونه يعرف انه لن يتخذ اي موقف يغضب العماد كي لا تتطور الامور معه الى حد موافقة الحزب على سحب وزرائه من الحكومة تأكيدا لتحالفه مع عون وهذا بدوره من ضمن التعقيد المستبعد بحسب اوساط مقربة من عين التينة التي تتحدث عن مسعى لبري مع الحزب لتجنب اي تصعيد سياسي، الا في حال جاءت الخطوة بالتفاهم، على استحالة الجانبين من الحكومة؟!

وفي رأي اوساط عليمة ان التهديد بالاستقالة لا يعني استقالة ناجزة، مع ما يعنيه ذلك من انفراط عقد مجلس النواب حيث يركز الرئيس بري على عدم الوصول الى تفجير اوضاع المؤسسات بالتزامن مع عدم وجود رئيس للجمهورية، اضافة الى ما قاله رئيس المجلس عن استحالة مقاربة الانتخابات الرئاسية طالما بقيت  الامور على ما هي عليه من تعقيد من جانب العماد عون بالتفاهم مع حزب الله اللذين يصران على مقاطعة جلسات الانتخاب بما في ذلك عدم تأمين النصاب؟!

وثمة من يقول ان موقف عون من الانتخابات الرئاسية كموقفه في العام 2008 لكن الانتخابات قد جرت بعد ستة اشهر من الفراغ، لان حزب الله قد سهل اجراءها ولان الامر كان من مصلحة ايران ما يوحي ان الحزب لا يرى الان مصلحة ايرانية بغض النظر عن موقف عون منها (…)

وفي كلام لرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عن معادلة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على قاعدة اما العماد عون او لا رئيس قال جعجع ان «الهدف من كلام الشيخ قاسم تثبيت مقاطعة الانتخابات الرئاسية وليس رفع حظوظ عون، مع الاخذ في الاعتبار  انه لو كان الحزب في وارد تكريس دعم عون لما تأخر عن مراجعة الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، باعتبار ان العلاقة بين الحزب وجنبلاط جيدة جدا ويمكن ان يغيرا من موقفيهما في حال تبدلت المعطيات.

وعن الاسباب التي تحول دون تبديل المواقع السياسية بما يسمح بترشيح العماد عون هناك من يرى ان الجنرال يخاف من ان تنقلب اللعبة عليه، اي ان تقاطع قوى 14 اذار الجلسات عملا بالسوابق، ما يعني عندها ان عون سيظهر على حقيقة ضعفه السياسي والنيابي والتحالفي، مهما اختلفت مواقف حزب الله وبري وجنبلاط من الموضوع؟!

ان التوقعات تبقى واردة، ليس لان القوى متقاربة بل لان الذي طاوله اذى النصاب بوسعه استخدامه وعندها تكون العلة في النظام، مع العلم ان عون سبق له ان اقترح انسحاب النائب هنري حلو من الانتخابات الرئاسية وعندها يبقى في سباق ثنائي مع جعجع، وهذا بدوره من ضمن الحلول التي لن تصل الى حد يعمل في سبيل معالجة الفراغ الرئاسي؟!