Site icon IMLebanon

عندما يستعيد السفير الروسي «الزمن الجميل»

بلغة عربية أنيقة، وبخطاب ديبلوماسي، لكن مباشر، يحلو للسفير الروسي ألكسندر زاسبكين، إطلاق مواقفه العربية واللبنانية، وهو، في تكريمه أمس، دغدغ أفئدة الحاضرين وذاكرتهم حول ذلك «الزمن الجميل» حين شكل «الاتحاد السوفياتي» القطب الثاني للنظام الدولي خلال ما بعد الحرب العالمية الثانية.

يشير زاسبكين، صراحة، اليوم، الى ما كانت الديبلوماسية الروسية تهمس فيه سابقاً حول رؤيتها لما يتشكل في المنطقة. وبرفضه «نظام القطب الواحد»، يلخّص السفير الروسي ما تقوم عليه سياسة بلاده اليوم التي تتوجّه اليها الأنظار انطلاقاً من المشهد السوري الذي تلا ذلك الاوكراني، وهما مشهدان تتمرّد من خلالهما موسكو على «الأحادية الأميركية».

هي مواقف ذات دلالة، أطلقها من بلدة الجاهلية، التي ازدانت بالأعلام الروسية، وباللافتات التي تحيي مواقف الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، رجل هذه المرحلة، وصولاً الى دارة رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب، التي احتشد فيها المؤيدون، وصفقوا طويلاً لكلمات المُكرم الداعية الى إنهاء الأحادية المرفوضة المستمرة منذ عشرات السنين والتي عرفت الحملات العسكرية وتوسّع «الناتو» و «إسقاط الأنظمة وزرع الفوضى في أماكن مختلفة، ابتداء من يوغوسلافيا وانتهاء بالشرق الأوسط وأوكرانيا».

خطاب واضح المعالم، خرج به السفير الروسي انطلاقاً من المشهدين السوري والأوكراني: «تطوير الشراكة الدولية على قدم المساواة.. عبر نظام أمن متساوٍ في المنطقة الأوروأطلسية والإقليم الاقتصادي الموحد من لشبونة الى فلادموستوك». «علاقات دولية في إطار التعددية والنفع المتبادل».

يثق زاسبكين «بعدالة القضية» في سوريا، «لأننا نسعى الى إعادة التوافق في المجتمع العربي وتثبيت مبدأ العيش المشترك في دول تضمن حريات وحقوق الإنسان والمساواة من دون تمييز طائفي أو إثني». هي رسالة بأن روسيا ماضية في حربها هناك، وسوف تتعاون «مع الجميع الذين يقفون ضد التطرف والإرهاب والغطرسة». إلى متى؟ يجيب زاسبكين: «حتى النصر وإحلال السلام في سوريا.. وعندها سوف يكون شعب لبنان مرتاحاً ويعيش من دون قلق وبسلامة وبرفاهية. من هنا، فإن مصلحة لبنان تكمن في الانتصار في سوريا، ولبنان شريك في هذه الحرب على الإرهاب، وما الإشادة بالجيش اللبناني وقوى الأمن سوى تأكيد روسي علني لذلك».

في لقاء الجاهلية، كان لافتاً للنظر ذلك الحشد الكبير للمشايخ الدروز، وقد تخللت اللقاء كلمة لرئيس لجنة التواصل الدرزية لعرب العام 1948 الشيخ علي معدي عبر «سكايبي»، والشيخ أبوعصام حسن الغضبان باسم دروز سوريا. أما وهاب، فشدّد على أن «انتصار سوريا حتميّ بعد دخول سلاح الجو الروسي»، لافتاً النظر الى ان قرار بوتين «جاء ليعيد التوازن المختل الى اللعبة الدولية بعدما انتزع ورقة مجلس الأمن التي كانت تستعمل للحصار والتجويع والإذلال». وأكد على «صمود السويداء وجبل الشيخ». كما كانت كلمة لرئيس «حزب الاتحاد» عبد الرحيم مراد الذي أمل «أن يكون لبنان على الأجندة الروسية بعد أن وصلت الأوضاع في لبنان الى طريق مسدود».